للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأثير عظيم في التطهير والتجديد.

ونشرت جريدة (الأديشيان غازت) التي تصدر في الإسكندرية عدد ٣٤ سبتمبر الماضي تحت عنوان: (الأستاذ فامبري والبهائية) مقالاً للسيدة ستنادر العالمة الإنكليزية المشهورة التي كانت تلقى محاضرات جليلة حول علم النفس في دار الجريدة هذا نصه.

قالت مسز ستنارد:

لما كانت وفاة ذلكم البحاثة المشهور والمستشرق الكبير الأستاذ أرمينياس فامبري، لم يتضمن عليها إلا أيام قلائل. رأيت أن خطابه الذي بعث به قبل وفاته ببضعة أسابيع إلى عبد البهاء عباس أفندي قد أصبح رسالة تدون في التاريخ. وكتاباً مأثوراً. ذا مكانة عظيمة وأثر كبير. ويسرني أن قد أذن لي في نشر ذلكم الخطاب. ولم يكن قد نشر بعد للناس.

وأن في حسن أسلوبه. وأدب عباراته. لدليلاً واضحاً على تمكن ذلكم الأستاذ المبدع من فهم قلب المشرق المتدين. وبرهاناً جلياً على توافره على تعضيد كل مقصد نبيل حق ومطلب شريف صدق، ولعل كثيرين لم يروا في فامبيري إلا عالماً طبيعياً. لا يفتر عن البحث. ولا يرهقه الاستقصاء. وبحاثاً مكتملاً. يبحث في أصل الحيوان والإنسان. وآخرون يعلمون ما يجري في الشرق الأدنى من مشاكل في الحياة وفي الفكر. ويرون في الأستاذ رجلاً أعظم شأناً مما يظن هؤلاء. وأطول باعاً مما عرفوا وأسمى شأن مما عهدوا. وإن حياته المتوقدة نشاطاً وهمة وعزماً. تجمع خبرة أوسع. وعلماً أكبر وأحفل. استمده من تجاربه. واستخرجه من مشاهده. وكان نصيبه منها يربي على أنصبه ثلاثة من الساسة مجتمعين. وكانت معرفته باللغات عجيبة الشأن. فقد كان عليماً بخمسة عشر لغة. كتابة وقراءة. ومن ثم كان حكمه على الرجال والأشياء يمتد به. ويرجع إليه. لقيامه على نظر ثاقب. ونصفه نافذة. وقد لبث في بطانة عبد الحميد السلطان المخلوع أربع سنين. كان في خلالها مستشاره الخصوصي. وقد قضى شباباً له عسراً في أوساط غربية مثل تركيا وفارس والبلقان كسبته فرصاً لم تسنح لأحد وقد فرغ فيها إلى البحث والاستقراء.

أما عن الفلسفة الدينية فقد كان يخبر أحسنها ويبحث عن أسماها وكان يتكلم في المذاهب الإسلامية. سواء العربية منها أو الفارسية. عن خبرة واسعة وعلم صميم. فكان فيها موضوع احترام علمائها.