للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلباً فرنسوياً يا سيدتي يخفق الآن تحت كفك. اطمئني يا آنسة فإن إخلاصي سيحميكي.

وعند ذلك مال رأس جريس إلى كتفه فشعر سيرفيل أنه قد أحسن تزكية نفسه فدار بعينيه يلتمس رفيقتها، وطاب له أن رأى إزاءه حسناء أخرى وله كتف آخر تتطلب إطراقة رأسها.

وكانت الحجرة قد أظلمت فلم يستطع أن يتبينها، وكانت واقفة تفكر في أمر الجرحى فقالت تذكره بواجبه.

وماذا سيكون من أمر المرضى والجرحى؟

فهز سيرفيل كتفه، ثم قال نأخذ معنا الأقوى فأما الآخرون فيتركون وأنت يا سيدتي لا تخافي شيئاً فسيكون لك في مركبة الأمتعة مكان.

قالت جريس متلهفة، ولي أنا أيضاً؟

فامتدت ذراع الجراح حول خصر الفتاة وأجابها عن سؤالها بضمه.

قالت مرسى. خذها معك فإن مكاني سيكون بقرب الذين تتركهم!

فقالت جريس مندهشة ولكن فكري في أي خطر أنت مقبلة عليه لو أنت تخلفتي عنا! فأشارت مرسى إلى ذراعها اليسرى وقالت لا تجزعي علي فإن هذا الصليب الأحمر يحميني.

ودوى صوت طبلة أخرى لتنذر الجراح بأن يتولى عمله دون تأخير فأخذ جريس إلى مقعد هناك ووضع هذه المرة يديها الإثنتين فوق فؤاده لمكي يعزيها عن غيابه ثم همس إليها انتظري هنا حتى أعود إليكي ولا تخافي شيئاً يا صديقتي الفاتنة.

قولي لنفسك إن سيرفيل هو روح الشرف، إن سيرفيل سيحميني - ثم ضرب صدره بكفه ورنا لي فتاته رنوة الإخلاص والجلال ثم قبل يدها وهو يقول الوداع إلى القريب واختفى.

وما كاد يغيب وراء الستر حتى تلاحقت طلقات البنادق بقنابل المدافع ولم تمض هنيهة حتى سقطت قنبلة في بستان الكوخ منفجرة على بضعة أمتار من النافذة.

فسقطت جريس على ركبتيها وصرخت صرخة رعب ووجد وأما مرسى فخطت هادئة السرب إلى النافذة فأطلت منها قالت إن القمر قد ارتفع والألمان يدمرون القرية فنهضت جريس ووثبت نحوها مذعورة تطلب النجدة صارخة. . خذيني من هذا المكان لنبتعد. نحن