للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا شك مقتولتان لو مكثنا هنا - ونظرت إلى رفيقتها فوجدتها واقفة في مكانها ساكنة هادئة فاسترسلت تقول وأنت أفلا تخافين من شيء. فتبسمت مرسى ابتسامة حزينة وقالت لماذا أخاف فقدان الحياة وليس لي شيء يستحق الحرص عليه.

واهتزت القرية على صوت قنبلة سقطت في ساحة الكوخ من الناحية المقابلة.

واشتد الفزع بالفتاة فتشبثت بنحر الممرضة تضمها إليها من وجل ورعب، وكانت منذ دقائق قد أنفت من إعطائها يدها وصاحت أمن عاصم نعتصم به، وفي أي مكان تختفي فأجابت مرسى بهدوء وكيف أستطيع أن أعلم أين تقع القنبلة الثانية؟. . وكاد سكون الممرضة يذهب بلب الأخرى فتخلصت منها وجعلت تجري في الحجرة تلتمس طريقاً للنجاة والفرار من الكوخ واندفعت في المطبخ ولكن أوقفتها حركة نقل الجرحى الأقوياء وضوضائهم فعادت في الحجرة تريد مخلصاً فوقع بصرها على الباب المؤدي إلى الفناء فطفرت نحوه ولكنها ما كانت تبلغه حتى دوى صوت قنبلة أخرى.

فتراجعت على عقبها خطوة واحدة وقد وضعت أصابعها في أذنيها، وفي تلك اللحظة انقضت القنبلة فنفذت من سقف الكوخ فانفجرت في بهرة الحجرة قريباً من الباب فجرت مرسى من موقفها عند النافذة فلم تمس بسوء وأصابت شظاياها النار الخابية فأشعلتها وعلى نورها أبصرت مرسى رفيقتها طريحة لا حراك بها.

فوثبت إلى ناحيتها فركعت بجانبها ورفعت رأسها أتراها جرحت. أم تراها ماتت.

ورفعت مريك يدها لتجس نبضها وبينما هي تتحسس مكان النبض إذ أطل الجراح سيرفيل من خلال الستر ليعلم ماذا ألم بالسيدتين الجميلين.

فأشارت إليه مرسى أن يقترب وقالت وهي تخلي له مكانها إني أخشى أن تكون القنبلة قد أصابتها فانظر هل الجرح مميت.

فوثب صوبها وهو يلعن العدو ويشتم وصاح بالممرضة وقد رفع يده إلى جيد الغانية فقال انزعي عنها معطفها - وأحر قلباه عليك يا ملاكي العزيز. لقد التوى حول جيدها خيط المعطف.

فنضت عنها الممرضة المعطف فقذفته جانباً وأخذ الجراح الفتاة بين ذراعيه وقال وهو جارع علي بمصباح. اذهبي إلى المطبخ تجدي مصباحاً هناك.