للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كيد يروع لولا أن كائده ... أوطانه الأوهام والسدم

بزعمه يقتل الأيام فلسفة ... وربما قتلته هذه الحكم

الحمد لله لا تفني كتائبنا ... بقول قال ولا الأسطول ينحطم

يا أيها الوطن الداعي لنجدته ... لبتك مصر ولبى القدس والحرم

ما كان خطب ليدهانا ويبكينا ... كما دهانا وأبكى خطبك العرم

لقد شعرنا بما نالت جهالتنا ... منا وبالغ في تأديبنا الندم

أشر بما شئت تكفيراً لزلتنا ... يشفع لنا عندك الإخلاص والكرم

أموالنا لك وقف والنفوس فدى ... وعش ولا عاش في نعماك متهم

النقد

للكاتب النقادة الشيخ طه حسين

حقيقته. أثره في الأمم. شروطه ومضار الغلو فيه

ميز الخبيث من الطيب والغث من السمين واستخلاص الحق من الباطل والصواب من الخطأ وفك العقول من أسار التقليد وعقال الجمود وإعانة الطبيعة على إحياء النافع وتخليد المفيد كل هذا هو النقد الذي نرغب فيه وندعو إليه ونود لو اشتدت عناية الناس به وكثر اقبالهم عليه لأنه أقوم سبيل إلى نمو العقل المصري وبلوغه أقصى منزلة تسمو إليها الأمم الناهضة من الرقي الصحيح.

ذلك بأن أرقى ما يفزع إليه المصلحون في التربية العقلية للأفراد والجماعات أن يمدوا ظل العقل ويبسطوا سلطانه على جميع الأعمال والآمال وكافة النزاعات والحركات النفسية والجسمية التي تصدر عنا في كثير من الأحيان من غير أن يكون للعقل شعور بها أو سلطان عليها.

فالعقل الإنساني الآن سراج قاصر الضوء لا تكاد تهتدي به النفس إلا إلى قليل من حقائق هذا العالم على كثرتها وتشعب أطرافها وتعدد مناحيها.

وإذا تلمسنا مصدر هذا القصور لم يعد بنا البحث شيئاً واحداً هو ذلك السحاب المركوم الذي اشتركت العادة والقوة والرواثة في إقامته حجاباً كثيفاً يحول بين هذا السراج وبين كثير من الحقائق المختلفة في الدين والسياسة والاجتماع.