للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعروفة التي تغطي الفم والأنف، والمحرم قد يحتاج إلى تغطية وجهه إذا نام عن الضوء، أو عن الذباب ونحو ذلك (١).

واستدل أيضًا بمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: " ولا تخمروا رأسه"، فإنه لو كان تغطية الوجه حرامًا لنهى عنه؛ لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، كما استدل بآثار عن الصحابة رضي الله عنهم، فقد ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه غطى وجهه وهو محرم (٢).

كما ورد أيضًا عن جابر (٣)، وزيد بن ثابت، وابن الزبير رضي الله عنهم (٤).


(١) انظر: "الشرح الممتع" (٧/ ١٨٨).
(٢) أخرجه مالك (١/ ٣٥٤)، وعنه الشافعي كما في "مسنده" (٢٢٦)، ومن طريقه أخرجه البيهقي (٥/ ٥٤)، وابن حزم (٧/ ٩١) من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عثمان … وعبد الله هذا ولد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووثقه العجلي رقم (٨٣١)، وإسناده صحيح كما قال النووي في "المجموع" (٨/ ٢٦٨)، وله طريق آخر رواه مالك (١/ ٣٢٧)، وابن أبي شيبة (٣٠٧ الجزء المفرد)، والبيهقي (٥/ ٤٥) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن الفرافصة بن عمير، قال: رأيت عثمان مغطيًا وجهه وهو محرم.
والفرافصة هذا لم يعرف بتوثيق إلا عند ابن حبان (٥/ ٢٩٩)، والعجلي رقم (١٣٤٧)، وقد روى عنه جماعة، وله ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص (٢١٨).
(٣) رواه ابن أبي شيبة ص (٣٠٨)، والبيهقي (٥/ ٥٤)، وابن حزم (٧/ ٩١)، وأبو داود في "مسائله" ص (١١٠) عن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، به، يقول: (يغتسل المحرم، ويغسل ثيابه، ويغطي أنفه من الغبار، ويغطي وجهه وهو نائم).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ص (٣٠٨) -ومن طريقه ابن حزم (٧/ ٩١) - وأبو داود في "مسائله" ص (١١٠)، من طريق ابن جربج، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن الفرافصة، قال: رأيت عثمان وزيدًا وابن الزبير يغطون وجوههم وهم محرمون إلى قصاص الشعر.
ورواه الشافعي في "الأم" (٧/ ٢٥٥) -ومن طريقه البيهقي (٥/ ٥٤) - عن سفيان ابن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، أن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت ومروان بن الحكم كانوا يخمِّرون وجوههم وهم محرمون.
قال النووي في "المجموع" (٨/ ٢٦٨): (هذا إسناد صحيح). وهذا الأثر رواته ثقات، والقاسم بن محمد أدرك عثمان ومروان، ولكنه لم يدرك زيدًا، كما ذكر ابن المديني في "العلل" ص (٤٤ - ٤٥، ٤٩)، ونقله عنه العراقي في "تحفة التحصيل" ص (٢٦١)، وذكر النووي أنه لم يدرك عثمان، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>