للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سند أبي داود، كما تقدم في سياق الإسنادين، هذا أمر، والأمر الثاني: أن ابن إسحاق ليس هو علة الحديث؛ لأنه قد صرح بالتحديث، كما تقدم، والظاهر أن الحافظ يشير بذلك إلى تدليسه.

وابن إسحاق: هو محمَّد بن إسحاق بن يسار، صاحب "السيرة النبوية" رواها عنه ابن هشام، مات سنة (١٥١ هـ)، وقد اختلفت فيه كلمة المحدثين، فقد وثقه غير واحد، ووهاه آخرون، وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين، يقول الذهبي بعد استعراض الأقوال فيه: (فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئًا، وقد احتج به أئمة، فالله أعلم) (١). وقال الحافظ: (حديثه في درجة الحسن، إلا أنه لا يحتج به إذا خولف) (٢).

وأما الحديث الثالث: فقد رواه أبو داود (٢٢٠٨)، والترمذي (١١٧٧)، وابن ماجه (٢٠٥١) من طرق عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده (٣)، أنه طلق امرأته البتة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما أردت؟ " قال: واحدة، قال: "آلله" قال: آلله، قال: "هو على ما أردت".

وهذا سند ضعيف مسلسل بعلل:

١ - فيه الزبير بن سعد، ضعفه ابن المديني وابن معين في رواية، والنسائي وأبو داود، وقال الحافظ: (لين الحديث).

٢ - فيه عبد الله بن علي بن يزيد، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٤)، وذكره العقيلي في "الضعفاء" (٥)، وقال: (لا يتابع على حديثه، مضطرب الإسناد) ثم ساق له هذا الحديث.

٣ - وفيه علي بن يزيد بن ركانة، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٦)، وذكره


(١) "الميزان" (٣/ ٤٦٨ - ٤٧٥).
(٢) "فتح الباري" (٤/ ٣٢).
(٣) الظاهر أن مراده الجد الأعلى وهو ركانة. "بذل المجهود" (١٠/ ٣١٨).
(٤) (٧/ ١٥).
(٥) (٢/ ٢٨٢).
(٦) (٥/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>