للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والسكران: هو المغلوب على عقله.

وقيل: النوم: أمر طبيعي يحدث للإنسان لا يتعارض مع سلامة العقل وقيامِهِ في النائم، مع تعذر استعماله حالة النوم (١).

قوله: (وعن الصغير حتى يكبر) ورد عند أحمد: "وعن الصبي حتى يحتلم"، وفي أخرى: "وعن الصبي حتى يعقل"، وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "وعن الغلام حتى يبلغ"، وفي رواية: "وعن الطفل حتى يحتلم" (٢)، وهذه ألفاظ مترادفة يراد بها ما قبل البلوغ الذي يحصل بالاحتلام؛ لأن الروايات يفسر بعضها بعضًا.

وقد ذكر السبكي الشافعي في شرحه لهذا الحديث أن رواية: "حتى يحتلم" هي أولى الروايات وأصحها سندًا وأكثرها بيانًا؛ لأنها نص في الاحتلام الذي هو أوضح من الغايات الأخرى؛ لقوة دلالته على البلوغ (٣).

ويرى السندي في "حاشيته على سنن النسائي" أن رواية: "حتى يبلغ" أوضح؛ لأن الصغير قد يبلغ بغير الاحتلام (٤).

وعندي أن كلام السبكي أرجح؛ لأن البلوغ بالاحتلام مجمع عليه، بخلاف غيره كالإنبات وبلوغ السن، فهو موضع خلاف.

قوله: (وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق) هذا لفظ النسائي وابن ماجه، وعند أبي داود وأحمد ولفظ آخر لابن ماجه: "وعن المبتلى حتى يبرأ"، وفي لفظ لأحمد: "وعن المعتوه حتى يعقل" وهذه الألفاظ متقاربة أو متوافقة، ولا تدل على أن المرفوع عنهم القلم أكثر من ثلاثة، والمجنون والمعتوه واحد هنا، وإن كان المعتوه أقل من المجنون؛ لأن المعتوه مصاب بضعف عقلي، والمجنون لا عقل له، لكن هنا المراد بهما واحد.

والمبتلى وإن كان من حيث الوضع أعم من المجنون، لكن المراد به هنا


(١) "الدر النقي" (٣/ ٥٥١)، "عوارض الأهلية" ص (٢٣٣).
(٢) انظر: "التعريف بعلامات بلوغ التكليف" ص (١٢).
(٣) "إبراز الحكم" ص (٦٥).
(٤) "حاشية السندي" (٦/ ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>