للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جيد)، وذكر أن الإمام أحمد وغيره احتج بهذا الحديث (١).

وقال العراقي: (إسناده صحيح) (٢)، وقال الحافظ ابن حجر: (إسناده حسن) (٣).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (من تشبّه) التشبّه في اللغة: مصدر تشبّه تشبُّهًا مثل تقدَّم تقدُّمًا، ومادة التفعُّل تدل على معنى زائد على مجرد المماثلة والمشابهة، وهو القصد والتعمد والمحاكاة.

وأما في الاصطلاح فليس ثَمَّ فرق ظاهر بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، ولذا لم يعرف المتقدمون التشبه، باستثناء تعريف محمد الغَزِّي الشافعي -المتوفى سنة (١٠٦١ هـ) - بقوله: (التشبه عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شِبْهَ المتشبَّه به وعلى هيئته وحليته ونعته ووصفه، أو هو عبارة عن تكلف ذلك وتقصده وتعلمه، وقد يعبر عن التشبه بالتشكل والتمثل والتَّزَيِّ والتحلي والتخلق) (٤). وهذا تعريف عام، مع ما فيه من طول، وما قد يَرِدُ عليه.

والأحسن أن يقال في تعريفه: هو تكلف المسلم مشابهة غيره من الكفار أو المبتدعة فيما هو من خصائصهم من عبادات أو عادات.

وهذا التعريف مختص بالتشبه بالكفار والمبتدعة؛ لأنه هو المقصود هنا بدليل سياق الحديث.

قوله: (فهو منهم) أي: مثلهم في الحال والمآل، وهو يفيد العموم، فمن تشبه بالصالحين كان صالحًا وحشر معهم، ومن تشبه بالكفار أو بالفساق فهو منهم، هذا ظاهر الحديث.


(١) "اقتضاء الصراط المستقيم" (١/ ٢٤٠، ٢٤١)، "الفتاوى" (٢٥/ ٣٣١).
(٢) "تخريج الإحياء" (٢/ ٧٦).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ٢٧٠).
(٤) "التدابير الواقية" (١/ ٤٩)، وقوله: (أو هو عبارة) هكذا في المصدر المذكور، نقلًا عن الكتاب المخطوط: "حسن التنبه لما ورد في التشبه"، وفي "التشبه المنهي عنه" ص (٢٩): (وهو عبارة … ).

<<  <  ج: ص:  >  >>