للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والبكرة: أول النهار، والأصيل: آخر النهار، ما بين العصر والمغرب (١).

وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: ٥٥]، وقال تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: ٥٢] قال الخليل: (العَشِيُّ: آخر النهار) (٢)، وقال الأزهري: (العَشِيُّ عند العرب: ما بين أن تزول الشمس إلي أن تغرب) (٣) واقتصر عليه ابن جرير (٤)، وقال الجوهري: (من صلاة المغرب إلي العَتَمَةِ) (٥) وقال ابن فارس: (العين والشين والحرف المعتل أصل صحيح يدل علي ظلام وقلة وضوح في الشيء، ثم يُفَرَّعُ منه ما يقاربه، من ذلك العِشَاءُ، وهو أول ظلام الليل … والعَشِيُّ: آخر النهار، وقد قيل: كل ما كان بعد الزوال فهو عَشِيٌّ .. ) (٦).

وقد فُسِّرَ التسبيح الذي جاء مقيدًا بالغداة والعشي بأن المراد به: الصلاة المكتوبة، قال به مجاهد ومقاتل (٧)، وفي قوله تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: ٥٢] قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (يعبدون ربهم بالصلاة المكتوبة) (٨) والصلاة تسمي تسبيحًا، لأن الله يوحد فيها وينزه (٩).

وما ورد من ذكر المساء والصباح في الأحاديث الشريفة فقد أريد به أن يكون من أوراد طرفي النهار، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما أن طرفي النهار ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، قال ابن القيم: (وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث أن من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي، أن المراد به: قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر) (١٠).


(١) "الصحاح" (٤/ ١٦٢٣).
(٢) "العين" (٢/ ١٨٨).
(٣) "الزاهر" (١٤٣).
(٤) "تفسير الطبري" (٣/ ٢٦٢).
(٥) "الصحاح" (٦/ ٢٤٢٦).
(٦) "معجم مقاييس اللغة" (٤/ ٣٢٢).
(٧) "تفسير ابن أبي حاتم" (٢/ ٦٤٦)، "زاد المسير" (١/ ٣٨٦).
(٨) "تفسير الطبري" (٧/ ٢٠٣) وسنده جيد.
(٩) "التفسير البسيط" (٥/ ٢٤٢)، (٨/ ١٦٢).
(١٠) "الوابل الصيب" ص (٢٠٠)، وانظر: "الكلم الطيب" ص (٣٠)، "الفتوحات الربانية" (٣/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>