للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اسم الله الأعظم في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه" (١). وهذا اختيار ابن القيم، فإنه قال معللًا لكون: الحي القيوم، هو الاسم الأعظم: الآن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمه لها، وصفة القيّوميَّة متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي هو اسم الحيُّ القيّوم) (٢).

القول الثالث: أن اسم الله الأعظم هو "الله" وبه قال جمع من أهل العلم، ومنهم ابن المبارك، وابن منده، والطحاوي، وابن العربي، واستدل هؤلاء بأن هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الأحاديث التي فيها الإشارة إلى الإسم الأعظم، وبأن له من الخصائص ما ليس لغيره من الأسماء، ومن خصائصه: أن الله تعالى يضيف سائر الأسماء إليه، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: ١٨٠]، ويقال: العزيز والرحمن والكريم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن (٣)، يقول ابن منده: (فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عزَّ وجلَّ خلقه أن يتسمي به أحد من خلقه أو يدعي باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتح الفرائض، وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره) (٤).

والمسألة خلافية، وقد ذكر الشوكاني وغيره أن الأقوال في ذلك بلغت أربعين قولًا، وهي في كثرتها كالأقوال في ساعة الجمعة وليلة القدر، بل أوصلها بعضهم إلي ستين قولًا، وذكر الحافظ ابن حجر أربعة عشر قولًا، وقد ألف السيوطي في ذلك رسالة سماها: "الدر المنظم في الاسم الأعظم"، وذكر


(١) رواه ابن ماجه (٣٨٥٦)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١/ ١٦٢)، والحاكم (١/ ٥٠٥) والحديث له طرق، ولعله يصل إلي درجة الحسن بمجموعها.
(٢) "زاد المعاد" (٤/ ٢٠٤). وانظر: "مختصر الصواعق" للموصلي ص (١٠٠).
(٣) انظر: "أسماء الله الحسني" ص (٩٥)، "فقه الأسماء الحسني" ص (٧٢).
(٤) "التوحيد" (٢/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>