للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كنيسة إن كل من دخل الكنيسة يدوس عليه بقدمه - فهذا ما يجب على الإنسان أن يفعله في حياته.

وعنا ارتفعت أصوات الطبول من فرقة الموسيقى (بوم! بوم! ترا - را - را!) ودوي طنينها، ولا اخفي على القارئ أني رأيت ذلك الحديث الذي دار بيني وبين الفتاة أثناء الرقص ضرباً من الشذوذ، على ا، الخواطر التي أثارها في نفسي لم تكن في شيء من العواطف الدينية ففرحت بتقدم أحد الحاضرين إلى رفيقتي لترقص معه إذ كان في ذلك إيقاف للخوض في أمثال هذه الموضوعات.

وبعد ربع ساعة أوصلت الآنسة صوفيا إلى والدها. وبعد يومين غارت مدينة ت. وما هي إلا أيام قلائل حتى سقط على ذاكرتي صورة الفتاة ذات الوجه الصبياني والروح المحصنة المنيعة التي لا تخترق حجبها الظنون ولا تنفذ إلى لبابها الأوهام.

مضى على ذلك عامان ثم اتفق أن هذه الصورة عادت فجأة إلى ذاكرتي وبيان ذلك أني كنت أحادث وميلاً لي كان قد عاد حديثاً من رحلة في جنوبي روسيا قضى أثناءها برهة في مدينة ت فجعل يسرد لي أخباراً عن هذه البلدة وما حولها إلى ان قال: خبرني هل تعرف شيئاً عن ف. ج. ب؟

قلت له: أعرفه بالطبع

قال: وابنته صوفيا، أتعرفها؟

قلت: بلى قد رأيتها مرتين.

قال: أليس من أعجب العجائب أن هذه الفتاة قد فرت من بيت أبيها؟

قلت: وكيف كان ذلك؟

قال: لست أدري وكل ما أعلم أنها اختفت منذ ثلاثة أشهر ولم يسمع عنها شيء حتى الآن. وأعجب ما في الأمر أنه لا يعرف مع من فرت؟ لقد رفضت كل طالب وردت كل خاطب. وكانت في سلوكها مثال الطهر ونموذج العفاف. ويلي ثم ويلي من أولئك الفتيات المتدينات! ومن أكبر البلية أنه قد انتشرت عهنها في أنحاء الإقليم إشاعة سوء وأصبح عرضها هدفاً لسهام القذف والقدح ومخاضاً للألسن الشتامة. والشفاه النمامة. وقد راح أبوها رهينة الكمد واليأس. وإني لأعجب ماذا كان سبب فرارها. لقد كان أبوها لا يضن عليها بشيء وكان