للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما صيغة "عن" الكائنة في رواية فليح فواضحة الاتصال علمًا بأنه قد أثبت صحة سماع عبيد الله من أبى واقد.

إذا بأن ما تقدم فالخلاف بين مالك وسفيان وفليح كائن في الوصل والإرسال فمالك وسفيان أرسلاه وفليح وصله ولا شك أن مالكًا وسفيان مقدمان على فليح. وإن كان الخلاف قد وقع عند من تأخر.

فقد ذهب عدة من أهل العلم إلى تقديم رواية مالك وسفيان منهم ابن خزيمة وابن عبد البر والبيهقي وابن القيم والحافظ ابن حجر وغيرهم.

قال ابن خزيمة:"لم يسند هذا الخبر أحد أعلمه غير فليح بن سليمان رواه مالك بن أنس وابن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله وقالا: إن عمر سأل أبا واقد الليثى" اهـ، وقال البيهقي: "وهذا لأن عبيد الله لم يدرك أيام عمر ومسألته إياه وبهذه العلة ترك البخاري إخراج هذا الحديث في الصحيح وأخرجه مسلم لأن فليح بن سليمان رواه عن ضمرة عن عبيد الله عن أبى واقد قال: سألنى عمر - رضي الله عنه - فصار الحديث بذلك موصولًا". اهـ. وقال ابن القيم: "والحديث غير متصل في ظاهره لأن عبيد الله لا سماع له من عمر". اهـ. تهذيب سنن أبى داود ٢/ ٣٢ وانظر اختيار الحافظ لرواية مالك في النكت على ابن الصلاح ٢/ ٥٩٣ ونازع في هذه العلة ابن التركمانى في الجوهر النقى وعلل بأن سماع عبيد الله من أبى واقد كاف في ذلك وفى هذا الرد على البيهقي ركة لأن عبيد الله حكى أن عمر سأل أبا واقد الليثى فأسند وقوع الحادثة إلى عمر لا إلى أبى واقد ولو أسند ذلك إلى، أبى واقد كما صنع فليح كان الحق معه، فهو حكى أمرًا غير مدرك له مسندًا ذلك إلى من لم يلقه.

العلة الثانية: الخلاف على مالك في إسقاط أو ذكر عبيد الله بن عبد الله فرواه عن مالك عبد الرحمن بن أبى الزناد بإسقاط عبيد الله. خالفه بشر بن عمر، ويحيى بن يحيى والشافعي ومعن بن عيسى القزاز فذكروه، ولا شك أن روايتهما أرجح. وهذا الحديث لم يذكره الدارقطني في التتبع مع كونه على شرطه.

١٠٨٢/ ٧٧٢ - وأما حديث سمرة بن جندب:

فرواه أبو داود ١/ ٦٧١ والنسائي ٣/ ١١١ و ١١٢ وأحمد ٥/ ٧ و ١٤ و ١٩ والرويانى ٢/ ٦٨ والطيالسى كما في المنحة ١/ ١٤٥ وابن المنذر في الأوسط ٤/ ٩٩ وابن خزيمة ٣/

<<  <  ج: ص:  >  >>