وأما من أرسل فعمر بن ذر كما عند أبى نعيم إلا أن الراوى عن عمر عبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين فلا يصح السند.
[قوله: باب (٢٣٧) ما جاء في فضل بنيان المسجد]
قال: وفى الباب عن أبى بكر وعمر وعلى وعبد الله بن عمرو وأنس وابن عباس وعائشة وأم حبيبة وأبى ذر وعمرو بن عبسة وواثلة وأبى هريرة وجابر
٦٨٦/ ٣٧٦ - أما حديث أبى بكر:
فرواه ابن عدى في الكامل ٢/ ٢١٢ والعقيلى في الضعفاء ١/ ٢٦٠ والطبراني في الأوسط ٧/ ١٤٦ وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٢٤ والدارقطني في العلل ١/ ٢٦٣:
من طريق محمَّد بن طلحة بن مصرف عن أبيه عن مرة الطيب عن أبى بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنَّة".
وفى الحديث علل أربع:
الأولى: الاختلاف في الرفع والوقف على محمَّد بن طلحة إذ رفعه الحكم بن يعلى ومحمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي وحبيب بن فروخ. خالف من تقدم في ابن مصرف غيرهم فوقف عليه قال الدارقطني:"وهو أشبه بالصواب" يعنى رواية الوقف.
الثانية: وقع اختلاف في التابعى راويه عن الصديق بين الثلاثة الراوين له عن محمَّد بن طلحة فقال الحكم ومحمد بن عبد الرحمن عن أبى سخبرة عن أبى بكر الصديق وقال حبيب بن فروخ ما تقدم سياقه حسب إخراج الطبراني له وعقب ذلك بقوله:
"لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن مصرف إلا ابنه، وهكذا رواه حبيب بن فروخ، عن محمَّد بن طلحة عن أبيه عن مرة ورواه الحكم بن يعلى بن عطاء، عن محمَّد بن طلحة عن أبيه عن أبى معمر عن أبى بكر". اهـ.
الثالثة: ما قيل في الحكم ومحمد بن عبد الرحمن من شدة الضعف فيهما فقد ترك أبو حاتم الحكم كما قال: ذلك عنه ابنه ففي العلل ١/ ١٤٠ بعد ذكره الحديث من طريقه ما نصه "سمعت أبى يقول: هذا الحديث منكر والحكم بن يعلى متروك الحديث، ضعيف الحديث". اهـ.
وأما من تابعهما وهو حبيب بن فروخ فلم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، وعلى فرض كونه ثقة فالسند إليه غير صحيح إذ فيه وهب بن حفص وهو كما قال الهيثمى ضعيف.