من طريق القاسم بن مخيمرة عن أبى عمار عن قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوم عاشوراء قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله". والسياق للطبراني وقد اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة.
فرواه عنه سلمة بن كهيل كما تقدم. خالفه الحكم بن عتبة إذ قال عنه عن عمرو بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة. وقد رجح النسائي رواية الحكم إذ قال: "قال أبو عبد الرحمن أبو عمار اسمه عريب بن حميد وعمرو بن شرحبيل يكنى أبا ميسرة وسلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده والحكم أثبت من سلمة بن كهيل". اهـ. إلا أنا إن حكمنا بضعف رواية سلمة بن كهيل فإنه يلزم من ذلك ضعف متابعة أبى عمارة لعمرو بن شرحبيل فإن عمرًا هذا مجهول وعلى ذلك يضعف الحديث. ومما يقوى ضعفه أن فيه عدم وجوب زكاة الفطر وأنها نسخت بالزكاة وذلك صريح لمخالفة الأحاديث الصحيحة الموجبة لذلك وهذا ما قاله البخاري كما في علل المصنف إذ قدم البخاري رواية سلمة بن كهيل إذ قال بعد أن ذكر له الترمذي كلتا الروايتين ما نصه: "لم أسمع أحدًا يقضى في هذا بشىء إلا أن حديث سلمة بن كهيل أشبه عندى". اهـ.
وقد خالف البخاري النسائي كما تقدم ومال الحافظ في الفتح ٣/ ٢٦٦ و ٢٦٧ إلى صحته ولم يذكر له علة.
* تنبيه: وقع في الكبرى للنسائي "قيس عن سعد" صوابه "قيس بن سعد".
١٣٦١/ ١٠٢ - وأما حديث جابر بن سمرة:
فرواه مسلم ٢/ ٧٩٤ وأبو عوانة المفقود منه ص ١٩٢ وابن خزيمة ٣/ ٢٨٤ وأحمد ٥/ ٩٦ و ١٠٥ والطيالسى ١/ ١٩٢ كما في المنحة وابن أبى شيبة ٢/ ٤٧١ والطحاوى في المشكل ٦/ ٤٢ والطبراني في الكبير ٢/ ٢١٢ وأبو بكر الشافعى في الغيلانيات ص ٢٧٨ والبيهقي ٤/ ٢٨٩ وأبو نعيم في المستخرج ٣/ ٢٠٩ وابن جرير في التهذيب مسند عمر ١/ ٣٨٠ وأبو عبيد في الناسخ ص ٧١ وابن شاهين في الناسخ ص ٣٢٠:
من طريق شيبان عن أشعث بن أبى الشعثاء عن جعفر بن أبى ثور عن جابر بن سمرة. قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه. ويتعاهدنا عنده. فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده" والسياق لمسلم.
وقد وقع في إسناده اختلاف على شيبان فرواه عنه الحسن بن موسى الأشيب وعبيد الله بن موسى وأبو داود الطيالسى كما تقدم. خالفهم هاشم بن القاسم إذ قال عن