للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم من طريق على بن الفضل عن أبى جعفر عن عمارة بن خزيمة عن ابن الفاكه قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرة مرة" وهذا سياق على بن الفضل قال ابن على: "ولا أعلم رواه عن أبى جعفر غير على بن الفضل". اهـ. وهذا الجزم من ابن على يوافق عليه إن قلنا أن ابن الفاكه هو غير ابن أبى قراد أما إن قلنا إنهما واحد كما تقدم عن البخاري فلا يوافق على ذلك فقد روى الحديث عن أبى جعفر شعبة والقطان ورواية شعبة عند البخاري في التاريخ وكذا رواية القطان وهى أيضًا من طريق القطان عند النسائي وابن ماجه إلا أنهما خرجا الحديث مختصرًا مقتصرين على حكم دخول الخلاء وقد تقدم ذكر المصنف له في قوله وفى الباب في باب رقم ١٦ وتقدم تخريجه وتحسين الحافظ له وقد وقع بين رواية القطان وشعبة اختلاف إسنادى في موضعين حيث قال القطان عن أبى جعفر حدثنى عمارة بن خزيمة عن عبد الرحمن بن أبى قراد وقال شعبة عن أبى جعفر عن عمارة بن عثمان بن حنيف قال: حدثنى القيسى. اهـ.

ورواية القيسى فقط عند النسائي ١/ ٦٧ وابن المنذر في الأوسط ١/ ٣٧٤ وهذان الموضعان مؤثران في الواقع إذ عمارة بن خزيمة غير عمارة بن عثمان فهما اثنان والمشهور في الرواية عن ابن الفاكه أو ابن أبى قراد هو ابن خزيمة لا ابن عثمان كما قال: شعبة.

والموضع الثانى:

الاختلاف في راوى المتن، إن قلنا: إن ابن أبى قراد ليس قَيْسيًّا وهذا حسب ما وجدته في ترجمته من الإصابة وأنه أنصارى سلمى لكن هذا الاختلاف قد أزاح إشكاله أبو زرعة الرازى حيث قدم رواية القطان على شعبة كما ذكر ذلك الحافظ في التهذيب ١٢/ ٣٣٠ وانظر العلل لابن أبى حاتم ١/ ٥٧ ومما لا يشك فيه أن شعبة كان يقدم القطان على نفسه وقد اختلف شعبة مع جلساء له في حديث فرضوا في الحكم إليه فحكم بالخطأ عليه فسلم له في قصة معلومة لذا قال: ومن يطيق نقدك يا أحول وهو المقدم في شيوخه إذا بأن ذلك وأن الحديث واحد ما يتعلق بالباب وما يتعلق بالخلاء فإنه بهذا يظهر أن ابن أبى قراد هو ابن الفاكه وإذا تقرر هذا فما قاله ابن على من تفرد على بن الفضل عن أبى جعفر في حديثه غير سديد والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>