الإسناد". اهـ. وقد اضطرب في سياق إسناده ابن لهيعة فحينًا يرويه مرفوعًا على الوجه السابق من رواية إسحاق بن عيسى الطباع. وحينًا يرويه عن جعفر عن الزهرى عن حمزة بن عبد الله عن أبيه من قوله. وحينًا يرويه عنه أبو صالح كاتب الليث عن جعفر عن حمزة عن أبيه عن عمر لإسقاط الزهرى قال أبو حاتم "حديث أبي صالح أصح وهذا من تخاليط ابن لهيعة". اهـ ولست أدرى ما سر تقديمه لرواية أبي صالح على إسحاق والأسود وهما أوثق من أبي صالح علمًا بأنه قد نسب الغلط إلى من سبق بيانه. وقد خالف أبا حاتم الإمام الدارقطني في العلل حيث نسب الوهم إلى إسحاق بن عيسى الطباع والمعلوم من إلا ستقراء في كتاب الدارقطني أن منهجه أن الرواة إذا كانوا ثقات واختلفوا على شيخ ضعيف أن ينسب الوهم إليه. وقد استدل الدارقطني على تغليط الطباع بمخالفة ابن وهب له حيث رواه عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهرى عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر.
وكأن الدارقطني نظر في ذلك إلى ما قيل في سماع ابن وهب من ابن لهيعة فإنه ممن اغتفر قبوله فيه فاستدل على غلط الطباع بذلك إلا أنه عقب رواية ابن لهيعة بقوله: "وهو وهم أيضًا والصواب مرسل عن عمر". اهـ. وكلامه الأخير كأنه يريد ما خرجه البيهقي ٧/ ٣٣١ من طريق أبي اليمان أخبرنى شعيب عن الزهرى قال: قال سالم بن عبد الله كان عمر - رضي الله عنه - ينهى عن العزل" وشعيب فوق من تقدم بكثير.
١٨٩٨/ ١٠٢ - وأما حديث البراء:
فرواه الترمذي في علله الكبير ص ١٦٥:
من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: أصبنا جوارى يوم حنين فجعلنا نعزل عنهن فقلنا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم أفلا تسألونه فسألناه فقال:"ليس من كل الماء يكون الولد" والحديث نقل الترمذي عن البخاري تضعيفة إذ فيه "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث غير محفوظ والصحيح عن أبي الوداك عن أبي سعيد وقد أدخلوا بين أبي إسحاق وبين أبي الوداك رجلًا". اهـ. ورواية أبي الوداك عن أبي سعيد يأتي تخريجها في هذا الباب في حديث أبي سعيد.
١٨٩٩/ ١٠٣ - وأما حديث أبي هريرة:
فرواه النسائي في الكبرى ٥/ ٣٤١ و ٣٤٤ والبزار ٢/ ١٧١ وأبو يعلى ٥/ ٣٧٧ وابن أبي عاصم في السنة ١/ ١٥٩ والدارقطني في العلل ٨/ ٤١: