للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جحش زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي التي كانت تسامينى منهن في المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حد كانت فيها، تسرع منها الفيئة، قالت: فاستأذنت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلننى إليك يسألنك العدل في ابنة أبى قحافة، قالت: ثم وقعت بي فاستطالت على، وأنا أرقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها، قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبسم "إنها ابنة أبى قحافة". والسياق لمسلم.

وقد اختلف فيه على الزهرى فقال عنه صالح بن كيسان وشعيب بن أبي حمزة ما تقدم خالفهما معمر إذ قال عنه عن عروة عنها، وقد رجح النسائي رواية أبى صالح وقرينه شعيباً.

* وأما رواية محمد بن قيس عنها:

ففي مسلم ٢/ ٦٦٩ والنسائي في الكبرى ٥/ ٢٨٧ و ٢٨٨ و ٢٨٩ وأحمد ٦/ ٢٢١ وابن حبان ٩/ ١٢١ وأبى نعيم في المستخرج ٣/ ٥٤ وعبد الرزاق ٣/ ٥٧٠:

من طريق ابن جريج أخبرنى عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما: ألا أحدثكم عني وعن أمى قال: فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: بلى قال: قالت: لما كانت ليلتى التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أنى قد رقدت فأخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا فجعلت درعى في رأسى واختمرت وتقنعت إزارى ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام: فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت فأسرع فاسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: "ما لك يا عائش؟ حشيًا رابية" قالت: قلت لا شيء، قال: "لتخبرينى أو ليخبرنى اللطيف الخبير" قالت: قلت: يا رسول الله بأبى أنت وأمى فأخبرته قال: "فأنت السواد الذى رأيت أمامي" قالت: نعم،

<<  <  ج: ص:  >  >>