إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن على عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - يصح إلا من هذا الوجه.
الثانية: أن المعروف من رواية ثقات أصحاب على هذا الخبر عن على الوقوف به عليه غير مرفوع إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -.
الثالثة: أن سعيد بن ذي حدان عندهم مجهول ولا تثبت بمجهول في الدين حجة.
الرابعة: أن الثقات من أصحاب أبي إسحاق الموصوفين بالحفظ إنما رووه عنه "عن سعيد عن رجل عن على".
الخامسة: أن أبا إسحاق عندهم من أهل التدليس وغير جائز الاحتجاج من خبر المدلس عندهم مما لم يقل فيه "حدثنا" أو سمعت وما أشبه ذلك". اهـ. وصواب القول ما قاله الدارقطني من ضعف الحديث لجهالة سعيد وعدم سماعه من على وعدم تصريح أبي إسحاق.
* تنبيه:
بعد أن خرج الطيالسى الحديث من طريق قيس عن أبي إسحاق قال: "عن أبي ذي حدان عن على" وعقب مخرج المسند هذا القول في الهامش بما نصه: "لعله الحارث لأن أبا إسحاق كثيرًا ما يروى عن الحارث عن على". اهـ. وهذا كله غير سديد بل ما وقع في المسند غلط من النساخ يعلم صوابه بما تقدم.
* وأما رواية سويد بن غفلة عنه:
ففي البخاري ٦/ ٦١٨ ومسلم ٢/ ٧٤٦ وأبي عوانة ٤/ ٢١١ وأبي داود ٥/ ١٢٤ والنسائي ٧/ ١١٩ وأحمد ١/ ١٣١ وأبي يعلى ١/ ١٦٩ وابن أبي شيبة ٧/ ٧٣٠ والبزار ٢/ ١٩٠ وعبد الرزاق ١٠/ ٥٧ وابن جرير في التهذيب مسند على ١/ ١١٩ و ١٢٠:
من طريق خيثمة وغيره عن سويد بن غفلة قال: قال على -رضي اللَّه عنه-: إذا حدثتكم فيما بينى وبينكم فإن الحرب خدعة. سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "يأتى في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة". والسياق للبخاري.
* وأما رواية أبي جحيفة عنه:
ففي أحمد ١/ ١٣٤ وأبي يعلى ١/ ٢٨٣ وأبي عوانة ٤/ ٢١١ وابن جرير في التهذيب. مسند على ١/ ١٢٠ والطيالسى ص ١٧: