قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -: "الحرب خدعة". والسياق لأبي عوانة.
وقد اختلف فيه على صفوان فقال عنه أبو المغيرة عبد القدوس ما تقدم. خالفه أبو اليمان إذ قال عنه عن عثمان بن جابر عن أنس وقد تابع أبا اليمان على هذا بشر بن إسماعيل كما عند ابن جرير. ووقع عند الدارقطني من طريق خنبش بن يزيد عن أبي المغيرة عن صفوان عن عثمان بن جابر مثل رواية أبي اليمان والمشهور أن أبا المغيرة يخالف أبا اليمان كما حكى ذلك البخاري عنهما في تاريخه. ويفهم من صنيع ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنهما واحد حيث قال:"عثمان بن جابر ويقال عمرو بن عثمان بن جابر روى عن أنس عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - "الحرب خدعة" روى عنه صفوان بن عمرو سمعت أبي يقول ذلك". اهـ وصنيع البخاري والفسوى وابن حبان ترجيح رواية أبي اليمان وأنه عثمان بن جابر وقد ذكره الفسوى في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام وذلك منه تعديلًا له.
* تنبيه:
وقع في المسند المطبوع أن أبا اليمان وأبا المغيرة قالا في الراوى عن أنس عثمان بن جابر والصواب أنهما اختلفا في ذلك وأن هذا الخلاف يوجد في المسند، يؤكد ذلك ما في أطراف المسند للحافظ ١/ ٤٥٣ و ٤٥٤ من إثبات الخلاف بينهما ووقع في زوائده الهيثمى ٥/ ٣٢٠ ما نصه:"رواه أحمد بإسنادين في أحدهما عمرو بن جابر وثقه أحمد ونسبه بعضهم إلى الكذب" ولم أر لعمرو بن جابر عن أنس رواية في المسند كما في أطرافه وهو عمدة المسند.
وعلى أي الأكثر في الرواية على أنه عثمان بن جابر وهى رواية عن أبي المغيرة كما سبق عند الدارقطني فالحديث من هذا الوجه يصح.
* وأما رواية ثابت عنه:
ففي الكبرى للنسائي ٥/ ١٩٤ وأحمد ٣/ ١٣٨ و ١٣٩ وعبد الرزاق ٥/ ٤٦٦ والبزار كما في زوائده ٢/ ٣٤٠ وابن سعد في الطبقات ٤/ ٢٦٩ والفسوى في التاريخ ١/ ٥٠٧ و ٥٠٨ والطبراني في الكبير ٣/ ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ والبغوى في الصحابة ٢/ ١٧٥ و ١٧٦ وابن قانع في الصحابة ١/ ١٩٦ وأبي نعيم في الصحابة ٢/ ٧٢٨ والبيهقي ٩/ ١٥١:
من طريق معمر عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال: لما افتتح رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول اللَّه إن لى بمكة مالًا وإن لى بها أهلًا وانى أريد أن آتيهم