فعلوه وإن بها اليوم لرجالًا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل" قال ابن حوالة -رضي اللَّه عنه-: فقلت: خر لى يا رسول اللَّه إن أدركنى ذلك قال: "أختار لك الشام فإنها صفوة اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- من بلاده فإليها يجتبى صفوته من عباده يا أهل الاسلام فعليكم بالشام فإن صفوة اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- من الأرض الشام فمن أبي فليسق بغدر اليمن فإن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- قد تكفل لى بالشام وأهله" قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: فعرف أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السهمى وكان قد ولى الأعاجم وكان أويدمًا قصيرًا وكانوا يرون تلك الأعاجم حوله قيامًا لا يأمرهم بشىء إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث" والسياق لابن أبي عاصم.
وقد اختلف فيه على نصر بن علقمة فقال عنه يحيى بن حمزة ما تقدم وقد تابعه متابعة قاصرة سليم بن عامر إذ رواه عن جبير بن نفير كذلك إلا أنه من طريق عبد اللَّه بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم به وذكر المزى في التحفة ٤/ ٣١٥ أن نصر بن علقمة قال: مرة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه اليمانى وجبير بن نفير والحارث بن الحارث وكثير بن مرة ونفر من الفقهاء أن ابن حوالة قال: قال نبي اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - فذكر نحوه ونصر ذكر الحافظ في التقريب أنه مقبول وذلك ذهول منه فقد ذكر في أصله أن دحيمًا وثقه وكذا ابن حبان ولم ينقل عن أحد أنه تكلم فيه وذلك كافٍ في توثيقه إلا أنما يتعلق بالسند فقد ذكر الحافظ عن ابن أبي حاتم عن أبيه أن نصرًا لا سماع له من جبير. إلا أن رواية سليم بن عامر المتقدمة تعتبر رافعة لهذا الانقطاع وسليم ثقة. إلا أن السند إلى سليم فيه ما سبق. وقد أطال ابن عساكر تخريج طرق هذا الحديث فمن شاء بسط ذلك فليرجع إليه.
٣٣٣٨/ ٥٠ - وأما حديث عبد اللَّه بن عمر:
فرواه عنه سالم ونافع وابن حلبس وعبد اللَّه بن مساحق وبشر بن حرب وأنس بن سيرين ويعقوب بن عبد اللَّه.
* أما رواية سالم عنه:
ففي الترمذي ٤/ ٤٩٨ وأحمد ٢/ ٨ و ٥٣ و ٦٩ و ٩٩ و ١١٩ وأبي يعلى ٥/ ٢٢٠ وابن حبان ٩/ ٢٠٦ والفسوى في المعرفة والتاريخ ٢/ ٣٠٣ و ٣٠٦ وابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق ١/ ٣٨: