إسحاق وابن حلحلة قد ساقاه بغير ما تقدم إذ قال ابن إسحاق في السياق الآخر عنه عن طهفة الغفارى ونعيم المجمر قال: حدثانى جميعًا عن طهفة. كما في الفسوى ووقع عند البخاري في التاريخ من طريقه عن محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم بن محمد يعيش بن طهفة ناه عن طهفة الغفارى وأما السياق الآخر لابن حلحلة فقال عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبى طهفة الديلى عن أبيه كما في الفسوى. خالف ابن إسحاق وابن حلحلة في جميع الروايات السابقة عن محمد بن عمرو بن عطاء زهير بن محمد إذ قال عنه عن نعيم بن عبد الله المجمر عن ابن طهفة الغفارى قال: أخبرنى أبى فذكره إلا أنه وقع خلاف في شيخ زهير فقد نسبه أحمد في المسند والبخاري في التاريخ أنه محمد بن عمرو بن حلحلة ووقع في الصحابة لأبى نعيم أنه ابن عطاء وما في البخاري وأحمد أولى ولعل الذى أوقع أبا نعيم في الوهم ما وقع من إبهامه عند شيخه الطبراني في الكبير فإنه خرج رواية زهير قوله عن محمد بن عمرو فقط ولم يزد في نسبه سوى هذا فظن أبو نعيم أنه ابن عطاء لشهرته وليس ذلك كذلك بل هو ما وقع عند من وصفنا. وأقبح مما وقع عند أبى نعيم ما وقع عند الحربى إذ فيه من طريق زيد عن محمد بن عمرو بن طلحة. والكتاب سيئ الإخراج جدًّا، تحقيق عبد الغفار البندارى.
خالف يحيى بن أبى كثير ومحمد بن عمرو في أبى سلمة الحارث بن عبد الرحمن إذ قال: كنت مع أبى سلمة فأتانا ابن لعبد الله بن طهفة قال أبو سلمة: حدث عن أبيك قال: حدثنى أبى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت: من هذا؟ قال: عبد الله بن طهفة. فجعله من مسند عبد الله بن طهفة لا طهفة نفسه.
وأما الخلاف فيه على يحيى بن أبى كثير فحينًا من الرواة عنه وحينًا ممن روى عن الرواة عنه. ويرجع كل ذلك إما إلى الوصل والإرسال أو التغاير في سياق السند. فقال معمر عن يحيى عن أبى سلمة أن رجلًا فذكره وهذا مرسل. وقال محمد بن جابر عن يحيى عن عياش بن أبى طهفة قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ولوائح عدم الوصل عليه بين. وقال يحيى بن عبد العزيز عن يحيى عن أبى سلمة عن يعيش عن أبيه. وقال أبو إسماعيل القناد عن يحيى عن أبى سلمة عن يعيش بن طهفة أو طهفة عن أبيه. وقال شيبان عن يحيى عن أبى سلمة أن يعيش بن قيس بن طهفة حدثه عن أبيه.
واختلف الرواة فيه على الأوزاعى وهشام الدستوائى قرينى هؤلاء.