للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طريق أيوب وابن أبى ليلى والعطاف بن خالد كلهم عن نافع عن ابن عمر قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلى على الخمرة".

وأصح طرق الحديث رواية أيوب لذلك اعتمدها ابن خزيمة إلا أنه قال: عقب إخراجها من طريق محمَّد بن المبارك المخرمى أنا معلى بن منصور ثنا عبد الوارث عن أيوب به ما نصه: "هكذا حدثنا به المخرمى مرفوعًا فإن كان حفظ في هذا الإسناد ورفعه فهذا خبر غريب". اهـ. ومن هذه الطريق خرجه البزار وعقب ذلك بقوله: "لا نعلم أسنده عن أيوب إلا وهيب ولا عنه إِلا معلى ولم نسمعه إلا من محمَّد". اهـ. وهو موافق لما قاله ابن خزيمة من غرابة إسناده إلا أنه وقع في ابن خزيمة أن الراوى عن أيوب عبد الوارث وعند البزار وهيب ثم اتحد الإسناد فيما بعد وأرى أن في أحدهما وهمًا أخشى أن يكون عند ابن خزيمة، ثم ترجح لى ذلك بما رواه عفان بن مسلم عن وهيب عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس عن أم سليم كما وقع ذلك عند ابن أبى عاصم في الصحابة ٦/ ٩٦ ولا شك أن عفافًا أقوى من معلى مع أن عبد الوهاب قد رواه عن أيوب كذلك كما عند ابن أبى عاصم أيضًا فللَّه الحمد على ما ألهم وعلم. كما تابع عفان بن مسلم أيضًا إبراهيم بن الحجاج كما عند البيهقي في الكبير ٢/ ٤٢١.

وأما الطريق الثانية إلى نافع فابن أبى ليلى هو محمَّد وهو سيئ الحفظ.

وأما الثالثة وهى رواية العطاف فوقعت عند الطبراني وابن عدى وعقب الطبراني ذلك بقوله: "لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا العطاف تفرد به قتيبة" وما زعمه من تفرد عطاف عن نافع غير سديد بل هو محجوج بمن تقدم، والصواب أن التفرد في الرواية عن عطاف كما قال ابن عدى.

وعلى أي العطاف حسن الحديث والراوى عنه قتيبة فثبت الحديث من طريقه مع طريق أيوب.

إلا أنه اختلف فيه على نافع في رفعه ووقفه فرفعه عن نافع من تقدم. خالفهم ابن جريج إذ وقفه على، ابن عمر كما وقع ذلك عند عبد الرزاق في المصنف ١/ ٣٩٤ وقد توبع ابن جريج على هذه الرواية كما عند ابن أبى شيبة في المصنف أيضًا ١/ ٤٣٥ من طريق الثورى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وابن جريج يعد في الطبقة الأولى من أصحاب نافع إذا صرح وقد صرح هنا. فكان حقه التقديم على من رفع لولا رواية أيوب، إلا أن رواية أيوب استغربها من تقدم، لكن لها متابعة كما سيأتى إلا أما ضعيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>