للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلف في وصل الحديث وإرساله على الأعمش فوصله عنه من تقدم ذكره خالفه من هو أوثق منه في الأعمش وهو أبو معاوية فوقفه على عبد الله كما خرج ذلك ابن أبى شيبة في المصنف ٧/ ٦٤ فالصواب وقفه.

تنبيه:

أشار مخرج الدعاء للطبراني إلى رواية أبى معاوية ومظنتها، إلا أنه وقع له خطأ وذلك أنه أدرجها ضمن الروايات السابقة المرفوعة فيظهر ممن يكتفى بكلامه أن أبا معاوية قد تابع صالح بن موسى وإن كان كلاهما روياه عن الأعمش على سبيل الرفع وفى هذا من الخطأ ما لا يخفى.

* وأما رواية زر عنه:

ففي البزار ٥/ ٢٢٧ والطبراني في الكبير ١٠/ ٢٣٤ والأوسط ٧/ ٢٢٢ والدارقطني في العلل ٥/ ٦٨:

من طريق مبارك بن فضالة عن عاصم أحسبه عن زر عن عبد الله قال: كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن إذا أراد الرجل أمرًا أن يقول: "اللهم إنى استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك الواسع فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر الذي أريده ويسميه خيرًا لى في ديني وخيرًا لى في أمر دنياى وخيرًا لى في أمر آخرتى وخيرًا لى في عاقبة أمرى فيسره لى وبارك لى فيه وإن كان شرًّا لى في أمر ديني وشرًّا لى في أمر دنياى وشرًّا لى في عاقبة أمرى فاصرفه عنى ويسر لى الخير واقض لى به ثم رضنى بقضائك".

والحديث ضعيف لأن مبارك بن فضالة معلوم أمره ثم راويه عنه الهيثم بن جميل وهو ثقة إلا أنه تغير وقد تفرد بهذا عن مبارك كما قال الطبراني وتفرد عن الهيثم الفضل بن يعقوب ولا يعلم متى روى عنه قبل التغير أم بعده إلا أن مبارك بن فضالة لم ينفرد بالاستخارة في هذا الإسناد فقد تابعه سعيد بن زيد أخو حماد كما وقع ذلك عند البزار وقد زعم الدارقطني أن سعيدًا تفرد بذكر الاستخارة في حديث التشهد وأن الرواة عن عاصم إنما ذكروا التشهد فقط إلا أنه لم ينفرد بذكر الاستخارة مطلقًا عن عاصم بل تابعه من هنا فإن أراد الدارقطني التفرد مطلقًا فيتعقب بما هنا وإلا فلا.

وعلى أىّ رواية عاصم عن زر فيها ما فيها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>