- وأما مستند القول الأول عن ابن عباس فخبره واه، لا تقوم به حجة. (٢) أخرجه الطبري ١٩١٠٩ و ١٩١١٨ عن ابن عباس قوله، وإسناده ضعيف، فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. وكرره ١٩١٢٠ بإسناد ساقط، فيه عطية العوفي ضعيف، وعنه مجاهيل وأخرج خلافه برقم ١٩١٢١ عن ابن عباس قوله: كان ذا لحية. ورجاله رجال مسلم، لكن سماك بن حرب مضطرب الرواية في عكرمة. - قلت: وورد أثر ابن عباس بمثل سياق المصنف مرفوعا، أخرجه الحاكم ٢/ ٥٩٥ من طريق السري بن خزيمة عن مسلم بن إبراهيم عن جرير بن حازم عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة فرعون» . - صححه الحاكم على شرطهما! ووافقه الذهبي! وليس بشيء، والوهم فيه من السري بن خزيمة، أو من شيخ الحاكم، فقد أخرج البخاري ٣٤٣٦ ومسلم ٢٥٥٠ وأحمد ٢/ ٣٠٧ وغيرهما من طرق عن مسلم بن إبراهيم. بهذا الإسناد «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة فذكر فيه عيسى بن مريم، وصاحب جريج، والطفل الرضيع وقصته مع الجبار والجارية» وسيأتي. فهذا هو الصحيح، وليس فيه ذكر ابن ماشطة فرعون ولا شاهد يوسف. ويلاحظ أن خبر الحاكم صدره «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة. ثم ذكر أربعة؟!!. فهذا دليل على أنه حديث مقلوب، جعل إسناده لمتن آخر، والله أعلم.