- وقال الحافظ ابن كثير في «التفسير» ٢/ ٥٩٣ ما ملخصه: ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي، ذلك ليعلم زوجي أني لم أخنه في نفس الأمر، ولا وقع المحذور الأكبر، وإنما راودت هذا الشاب مراودة فامتنع، فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة، وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي تقول المرأة: ولست أبرئ نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى، ولهذا راودته لأن النفس أمّارة بالسوء، إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي أي: إلا من عصمه الله تعالى، إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ وهذا القول هو الأشهر والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام. وقد حكاه الماوردي في تفسيره. وانتدب لنصره الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأفرده بتصنيف على حدة، وقد قيل: إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، وابن أبي هذيل، والضحاك، والحسن، وقتادة، والسدي والقول الأول أقوى وأظهر، لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف- عليه السلام- عندهم، بل بعد ذلك أحضره الملك. (٢) باطل مصنوع. أخرجه الطبري ١٩٤٣٥ و ١٩٤٣٦ و ١٩٤٣٧ من طرق عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس، وسماك ضعيف في روايته عن عكرمة، وقد اختلط بأخرة، وهذا قول باطل، وإن ثبت عن ابن عباس، فإنما يكون تلقاه عن كتب الأقدمين.