وله شواهد كثيرة، وأحسن شيء في هذا الباب: ما أخرجه الترمذي ٣٣٣١ وابن حبان ٥٣٥ والحاكم ٢/ ٥١٤ والطبري ٣٦٣١٨ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٤٥ من حديث عائشة قالت: «أنزل عَبَسَ وَتَوَلَّى في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلّى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه، ويقبل على الآخر ويقول: أترى بما تقول بأسا، فيقال: لا ففي هذا أنزل» . وإسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الحاكم على شرطهما، لكن قال: وأرسله جماعة عن هشام بن عروة عن عروة ليس فيه ذكر عائشة. قلت: والمرسل، أخرجه مالك ١/ ٢٠٣، ومراسيل عروة جياد. وله شاهد من مرسل قتادة، أخرجه الطبري ٣٦٣٢٢. وله شاهد من مرسل الضحاك، أخرجه الطبري ٣٦٣٢٥. وله شاهد من مرسل عبد الرحمن بن زيد، أخرجه الطبري ٣٦٣٢٦. وله شاهد من مرسل مجاهد والحسن، أخرجه الطبري ٣٦٣٢٢. الخلاصة: رووه بألفاظ متقاربة، والمعنى متحد، وأن الآيات نزلت في شأن ابن أم مكتوم. فالحديث حسن أو صحيح بمجموع طرقه وشواهده. وانظر «أحكام القرآن» ٢٢٦٣.