(٢) قال الطبري رحمه الله ٧/ ٣٢٢- ٣٢٣: وبهذه القراءة كانت تقرأ عامة قراء المدينة والبصرة والشام أعني بتشديد الذال من «كذّبوا» وضم كافها. وهذا التأويل الذي ذهب إليه الحسن وقتادة في ذلك، خلاف لما ذكرنا من أقوال جميع من حكينا قوله من الصحابة، لأنه لم يوجه «الظن» في هذا الموضع منهم أحد إلى معنى العلم واليقين، مع أن «الظن» استعمله العرب في موضع العلم فيما أدرك من جهة الخبر أو من غير وجه المشاهدة والمعاينة. وأما رواية مجاهد المخالفة بفتح الكاف والذال وتخفيف الذال «كذبوا» فهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها، لإجماع الحجة من قراء الأمصار على خلافها، وقال الحافظ ابن كثير ٢/ ٦١٣: قد أنكرت عائشة رضي الله عنها على من قرأ «كذبوا» بالتخفيف. وانتصر لها ابن جرير، ووجّه المشهور عن الجمهور، وزيّف القول الآخر بالكلية وردّه وأباه، ولم يقبله ولا ارتضاه والله أعلم.