- ويشهد له ما أرسله الزهري عقب حديث صحيح. وهو ما أخرج البخاري ٤٥٦٠ و ٦٢٠٠ ومسلم ٦٧٥ والنسائي ٢/ ٢٠١ والشافعي ١/ ٨٦ و ٨٧ وأحمد ٢/ ٢٥٥ وابن أبي شيبة ٢/ ٣١٦ و ٣١٧ والطحاوي في «المعاني» ١/ ٢٤١ وأبو عوانة ٢/ ٢٨٠ و ٢٨٣ وابن حبان ١٩٧٢ وابن خزيمة ٦١٩ والدارمي ١/ ٣٧٤ والواحدي في «أسباب النزول» ٢٤٦ والبيهقي ٢/ ١٩٧ و ٢٤٤ من حديث أبي هريرة قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر، ويرفع رأسه: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم يقول وهو قائم: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلا، وذكوان وعصيّة عصت الله ورسوله. ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ. - وقول «ثم بلغنا» هو من مرسل الزهري كما بينه الحافظ في «الفتح» ٨/ ٧١ فالخبر ضعيف. وفي الباب من حديث أنس قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية يقال لهم: القرّاء فأصيبوا، فما رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم وجد على شيء ما وجد عليهم فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول: إن عصية عصوا الله ورسوله» . أخرجه البخاري ٦٣٩٤ ومسلم ٦٧٧. - الخلاصة: خبر عصية وذكوان ورعل صحيح، لكن كون الآية نزلت فيهم ضعيف. وقال الحافظ في «الفتح» ٨/ ٢٢٧: قول الزهري ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ... هذا البلاغ لا يصح، لأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد، ونزول الآية لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ... كان في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟!. واه بمرة عزاه المصنف للواقدي واسمه محمد بن عمر، وهو متروك متهم بالكذب، فخبره لا شيء، والصواب في ذلك ما رواه مسلم وكذا البخاري، وأما الأقوال الثلاثة الأخيرة فليست بشيء. - وخبر حمزة سيأتي في سورة النحل عند الآية: ١٢٦.