(٢) في الآية ٥٢ من سورة البقرة. (٣) سورة الأعراف: ١٤٨. (٤) قال القرطبي رحمه الله في «تفسيره» ٧/ ٢٥٥: وكان هارون أكبر من موسى- صلوات الله وسلامه عليهما بثلاث سنين، وأحب إلى بني إسرائيل من موسى لأنه كان ليّن الغضب. وللعلماء في أخذ موسى برأس أخيه أربعة تأويلات: الأول- أن ذلك كان متعارفا عندهم، من قبض الرجل على لحية أخيه وصاحبه إكراما وتعظيما، فلم يكن على طريق الإذلال. والثاني: أن ذلك إنما كان ليسرّ إليه نزول الألواح عليه لأنها نزلت عليه في هذه المناجاة وأراد أن يخفيها عن بني إسرائيل قبل التوراة. فقال له هارون: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، لئلا يشتبه سراره على بني إسرائيل بإذلاله. والثالث: إنما فعل ذلك لأنه وقع في نفسه أن هارون مائل مع بني إسرائيل فيما فعلوه من أمر العجل. ومثل هذا لا يجوز على الأنبياء. والرابع: ضمّ إليه أخاه ليعلم ما لديه، فكره ذلك هارون لئلا يظن بنو إسرائيل أنه أهانه، فبين له أخوه أنهم استضعفوه، يعني عبدة العجل، وكادوا يقتلونه أي قاربوا. وقد دلت هذه الآية على أنه لمن خشي القتل على نفسه عند تغيير المنكر أن يسكت. وقال ابن العربي: وفيها دليل على أن الغضب لا يغير الأحكام كما زعم بعض الناس، فإن موسى لم يغير غضبه شيئا من أفعاله، بل اطردت على مجراها، وقال المهدوي: لأن غضبه كان لله عز وجل وسكوته عن بني إسرائيل خوفا أن يتحاربوا ويتفرقوا.