وأخرجه ابن حبان ٣٨٧ عن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وهذا إسناد ظاهره الحسن، لكنه معلول. وقال الترمذي عقب روايته: حديث حسن، ورواه غير واحد عن الأعمش فرفعوه. ورواه بعضهم فلم يرفعه، ورواه أبو بكر بن عياش فأخطأ فيه، فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وهو غير محفوظ اه. وهو كما قال الترمذي رحمه الله. وهذا الحديث إنما يعرف بسعد مولى طلحة، وهو مجهول. وهناك علة أخرى، وهي الاضطراب في المتن. ففي «مسند أحمد» و «سنن الترمذي» و «المستدرك» ، «كان الكفل» ، وعند ابن حبان «كان ذو الكفل» وعند ابن حبان «سمعته أكثر من عشرين مرة» وعند غيره «سبع مرات» وهذه الرواية تدل على وهنه. فلو كرره النبي صلى الله عليه وسلّم عشرين مرة أو سبع مرات لرواه عدد من الصحابة. ولحمله جماعة من التابعين. كيف ولم يروه سوى رجل مجهول. فالخبر واه، وقد استغربه ابن كثير في «تفسيره» ٣/ ٢٤١ لكنه ذكر أنه لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة، والصواب أن الترمذي قد رواه كما تقدم. وقال الحافظ ابن كثير في «تاريخه» ١/ ٢٢٦: غريب جدا. وفي إسناده نظر، فإن سعدا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد. ووثقه ابن حبان ولم يرو عنه سوى عبد الله الرازي اه. وقد ورد نحو هذه القصة في خبر الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار. ومما يدل على وهن هذا الحديث أن الكفل هذا أو «ذا الكفل» مات في الليلة التي تاب فيها، فكيف ذلك والآية وصفت إياه بالصبر؟! فتنبه والله أعلم. وانظر «تفسير ابن كثير» عند هذه الآية بتخريجي، وانظر «تفسير الشوكاني» ١٦٣٧ بتخريجنا. والله الموفق.