وهي مدنيّة في قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة وقتادة والجمهور. وروي عن عطاء أنه قال: العشر الأول منها مدنيّ، والباقي مكّيّ. وعن ابن السّائب: أنها مدنيّة سوى آية، وهي قوله عزّ وجلّ: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ «١» .
(١٣٩٧) أما سبب نزولها، فروي عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، ولقد جاءت المجادلة فكلّمت رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأنا في جانب البيت أسمع كلامها، ويخفى عليَّ بعضه، وهي تشتكي زوجها وتقول: يا رسول الله، أبلى شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات.
فأما تفسيرها، فقوله عزّ وجلّ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قال الزجاج: إدغام الدال في السين حسن لقرب المخرجين لأنهما من حروف طرف اللسان، وإدغام الدال في السين تقوية للحرف، وإظهار الدال جائز
صحيح. أخرجه النسائي ٦/ ٤٦ وفي «الكبرى» ١١٥٧٠ و «التفسير» ٥٩٠ وابن ماجة ١٨٨ و ٢٠٦٣ وأحمد ٦/ ٤٦ وعبد الرزاق في «التفسير» ١١١٨ والحاكم ٢/ ٤٨١ والطبري ٣٣٧٢٥ و ٣٣٧٢٦ والواحدي في «الأسباب» ٧٨٨ والبيهقي ٧/ ٣٨٢ من طرق عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة. وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري ومسلم غير تميم، فإنه من رجال مسلم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وله شاهد من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام عن خولة بنت ثعلبة. أخرجه أحمد ٦/ ٤١٠ وأبو داود ٢٢١٤ والبيهقي ٧/ ٣٨٩ والطبري ٣٣٧١٤ وابن حبان ٤٢٧٩ والواحدي في «الأسباب» ٧٩١ من طريق محمد بن إسحاق حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف به. وانظر «فتح القدير» للشوكاني ٢٤٦٣ و «أحكام القرآن» لابن العربي ٢٠٤٥ و ٢٠٤٧ و «الجامع لأحكام القرآن» ٥٨٣٨ وهي جميعا بتخريجنا، ولله الحمد والمنة.