وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وأخبر جل ثناؤه: أن بعضهم أولياء بعض، ثم عقب خبره ذلك بخبره عن أن ولاية بعضهم بعضا بتوليته إياهم، فقال: وكما جعلنا بعض هؤلاء المشركين من الجن والإنس أولياء بعض يستمتاع بعضهم ببعض، كذلك نجعل بعضهم أولياء بعض في كل الأمور بِما كانُوا يَكْسِبُونَ من معاصي الله ويعملونه. ا. هـ. (٢) قال ابن كثير في «تفسيره» ٢/ ٢٢٥ الآية لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ: هذا استفهام تقريرا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ، أي من جملتكم والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسل، كما نص على ذلك مجاهد وابن جريج وغير واحد من الأئمة، من السلف والخلف، وقال ابن عباس: الرسل من بني آدم ومن الجن نذر. وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم: أنه زعم أن في الجن رسلا، واحتج بهذه الآية الكريمة وفي الاستدلال بها على ذلك نظر، لأنها محتملة وليس بصريحة. وهي- والله أعلم- كقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ أي المالح والحلو بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ إلى أن قال يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ومعلوم أن اللؤلؤ والمرجان يخرج من الملح لا من الحلو، وهذا واضح ولله الحمد. ا. هـ.