للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: شفعاؤنا في الآخرة، قاله أبو صالح عن ابن عباس، ومقاتل.

والثاني: شفعاؤنا في إٍِصلاح معايشنا في الدنيا، لأنهم لا يُقِرُّون بالبعث، قاله الحسن.

قوله تعالى: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ قال الضحاك: أتخبرون الله أنَّ له شريكاً، ولا يعلم الله لنفسه شريكاً في السّماوات ولا في الأرض.

[[سورة يونس (١٠) : آية ١٩]]

وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩)

قوله تعالى: وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا قد شرحنا هذا في سورة البقرة، وأحسن الأقوال أنهم كانوا على دين واحد موحِّدين، فاختلفوا وعبدوا الأصنام، فكان أول من بعث إِليهم نوح عليه السلام.

قوله تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: ولولا كلمة سبقت بتأخير هذه الأمة أنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم لقُضي بينهم بنزول العذاب، فكان ذلك فصلاً بينهم فيما فيه يختلفون من الدِّين.

والثاني: أن الكلمة: أن لكل أُمة أجلاً، وللدنيا مدة لا يتقدم ذلك على وقته.

والثالث: أن الكلمة: أنه لا يأخذ أحداً إلا بعد إِقامة الحجة عليه.

وفي قوله تعالى: لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ قولان: أحدهما: لقضي بينهم بإقامة السّاعة. والثاني: بنزول العذاب على المكذّبين.

[[سورة يونس (١٠) : آية ٢٠]]

وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (٢٠)

قوله تعالى: وَيَقُولُونَ- يعني المشركين- لَوْلا- أي: هلاَّ- أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ مثل العصا واليد وآيات الأنبياء. فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فيه قولان: أحدهما: أن سؤالكم: «لِمَ لم تنزل الآية» غيب، ولا يعلم علَّة امتناعها إِلا الله. والثاني: أن «نزول الآية متى يكون؟» غيب، ولا يعلمه إِلا الله. قوله تعالى: فَانْتَظِرُوا فيه قولان: أحدهما: انتظروا نزول الآية. والثاني: قضاء الله بيننا بإظهار المحقّ على المبطل.

[[سورة يونس (١٠) : آية ٢١]]

وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١)

قوله تعالى: وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً. سبب نزولها:

(٧٧٧) أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما دعا على أهل مكة بالجدب فقحطوا سبع سنين أتاه أبو سفيان فقال: «ادع


ذكره المصنف تبعا للماوردي حيث أورده في «تفسيره» ٢/ ٤٣٠ بقوله: وقيل. ولم ينسبه لقائل، وهو باطل لا أصل له كونه سبب نزول هذه الآية، فإن السورة مكية، والخبر الذي ساقه هو في الصحيح لكن كان ذلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>