أي: استترت منهم وتوارت، فأرسل الله إليها جبريل عليه السلام فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا أي: على صورة إنسان تام كامل. وهو ظاهر القرآن فإنه تعالى قد قال في الآية الأخرى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أي: لما تبدى لها الملك في صورة بشر، وهي في مكان منفرد، وبينها وبين قومها حجاب، خافته وظنت أنه يريدها على نفسه فقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أي: إن كنت تخاف الله، تذكيرا له بالله، وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون بالأسهل فخوفته أولا بالله عزّ وجل.