(٢) قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره ١/ ٥٦٠: وأولى هذه الأقوال بالصّحة والصواب قول القائل: إن الله عنى بقوله: وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ النصارى دون غيرهم لأن ذلك في سياق خبر الله عنهم، وعن افترائهم عليه، وادّعائهم له ولد. وقال ابن كثير رحمه الله ١/ ١٦١: وفي ذلك نظر وحكى القرطبي لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أي يخاطبنا بنبوتك يا محمد (قلت) وهو ظاهر السياق والله أعلم. (٣) قال ابن كثير رحمه الله ١/ ١٦١: وقال قتادة في تفسير هذه الآية: هذا قول كفار العرب كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ قال هم اليهود والنصارى ويؤيد القول وأن القائلين ذلك هم مشركو العرب قوله تعالى: وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ. وقوله تعالى: وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً إلى قوله قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا. وقوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا إلى غير ذلك من الآيات الدّالة على كفر مشركي العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به إنما هو الكفر والمعاندة كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم كما قال تعالى: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً. وقوله تعالى: كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَواصَوْا بِهِ.