(٢) سورة المائدة: ٤٤. (٣) قال القرطبي في «تفسيره» ٧/ ٢٧: قال النحاس: ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل: نُورٌ عَلى نُورٍ قال: كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه، فإذا عرفه ازداد نورا على نور، وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله، فعلم أن له ربا وخالقا. وقال ابن كثير رحمه الله ٣/ ٢٢٩: يخبر الله تعالى عن خليله إبراهيم أنه آتاه رشده من قبل أي: من صغره ألهمه الحق والحجّة على قومه، كما قال وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ وقوله: وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ أي: وكان أهلا لذلك. والرشد الذي أوتيه من صغره، الإنكار على قومه عبادة الأصنام من دون الله عز وجل. قال الزمخشري في «الكشاف» ٣/ ١٢٢: ومعنى علمه به: أنه علم منه أحوالا بديعة وأسرارا عجيبة وصفات قد رضيها وأحمدها، حتى أهله لمخالّته ومخالصته. وفي قوله: لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يقبح التقليد والقول المتقبل بغير برهان، فما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حين استدرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل، وهم معتقدون أنهم على شيء، وجادّون في نصرة مذهبهم، ومجادلون لأهل الحق عن باطلهم، وكفى أهل التقليد سبة أن عبدة الأصنام منهم.