(٢) قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» ٣/ ١٢٨: ذكر الأزرقي وغيره أن الإسكندر الأول المذكور في القرآن هو الذي طاف بالبيت مع إبراهيم عليه السلام أول ما بناه وآمن به واتبعه. وكان معه الخضر عليه السلام. وقرّب إلى الله قربانا وقد ذكرنا طرفا صالحا من أخباره في كتاب «البداية والنهاية» بما فيه الكفاية ولله الحمد. وأما الإسكندر الثاني الذي كان من الروم بن فيليبس المقدوني اليوناني الذي تؤرخ به الروم وقد كان قبل المسيح عليه السلام بنحو من ثلاثمائة سنة. والحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم لما سئل عن ذي القرنين: «أنه شاب من الروم، وأنه بنى الإسكندرية ... » فيه طول ونكارة ورفعه لا يصح وأكثر ما فيه من أخبار بني إسرائيل اه. قلت: هذا الحديث ضعيف جدا، وهو مرسل، ولو صح هذا مرفوعا لما اختلف الناس في سبب تسميته بذلك، والأشبه كونه من كلام بعض أئمة التفسير. وقد أخرجه الطبري ٢٣٢٧٥. وله ثلاث علل ضعف ابن لهيعة وشيخه عبد الرحمن بن غنم، وجهالة رواته، فهو شبه موضوع. وانظر «تفسير القرطبي» ٤١٩٢ و «تفسير الشوكاني» ١٥٢٤ بتخريجنا.