وأخرجه باللفظ المذكور الهيثم بن كليب كما في «الفتح» ١٢/ ٨ من حديث أبي بكر. وأخرجه الدارقطني في «العلل» كما في «الفتح» ١٢/ ٨ من حديث أم هانئ عن فاطمة، عن أبي بكر مرفوعا، وسكت عليه الحافظ، وهو غريب جدا من هذا الوجه. وورد من حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد ٢/ ٤٦٣/ ٩٦٥٥ من طريق الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به. وأخرجه ابن عبد البر ٨/ ١٧٥ من طريق الحميدي عن ابن عيينة عن أبي الزناد به. فهذه أشهر الكتب التي أوردت هذه اللفظة عن هؤلاء الأئمة. والحديث ورد عن جماعة من الصحابة في الصحيحين وغيرهما بدون هذه اللفظة وإنما هو بلفظ «لا نورث، ما تركنا صدقة» وفي رواية زيد في أوله «إنا» . أخرجه البخاري ٤٠٣٥ و ٤٠٣٦ و ٤٢٤٠ و ٢٢٤١ و ٦٧٢٥ و ٦٧٢٦ ومسلم ١٧٥٩ وأبو داود ٢٩٦٩ و ٢٩٧٠ وأحمد ١/ ٩- ١٠ وابن حبان ٤٨٢٣ من حديث عائشة عن أبي بكر مرفوعا، وله قصة. وورد من مسند أبي بكر وعمر، أخرجه البخاري ٢٩٠٤ و ٣٠٩٤ ومسلم ١٧٥٧ وأبو داود ٢٩٦٣ والترمذي ١٦١٠ والحميدي ٢٢ وعبد الرزاق ٩٧٧٢ وأحمد ١/ ٢٥ وأبو يعلى ٢ و ٣ و ٤ وابن حبان ٦٦٠٨ مطولا. وورد من مسند عائشة رضي الله عنها، أخرجه البخاري ٤٠٣٤ و ٦٧٣٠ ومسلم ١٧٥٨ وأبو داود ٢٩٧٦ و ٢٩٧٧ وأحمد ٦/ ١٤٥ وابن سعد ٢/ ٣١٤ وابن حبان ٦٦١١ والبيهقي ٦/ ٣٠٢. - وورد من مسند أبي هريرة، بلفظ «لا يقتسم ورثتي بعدي دينارا، ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤونة عاملي صدقة» . أخرجه البخاري ٢٧٧٦ و ٣٠٩٦ و ٦٧٢٩ ومسلم ١٧٦٠ وأبو داود ٢٩٧٤ ومالك ٢٠/ ٩٩٣ وابن سعد ٢/ ٣١٤ والحميدي ١١٣٤ وابن حبان ٦٦٠٩ و ٦٦١٠ و ٦٦١٢ والبيهقي ٦/ ٣٠٢ من طرق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به. وهذا هو اللفظ المشهور في حديث أبي هريرة، وهكذا رواه مالك في «الموطأ» وأصحاب الصحيح والكتب المشهورة. وهو عند مسلم هكذا من طريق ابن عيينة، وهذا هو الصحيح في هذا المتن. وللحديث شواهد أخرى، تبلغ به حد الصحة. دون لفظ «معاشر الأنبياء» . - وقال الحافظ في «الفتح» ١٢/ ٨ ما ملخصه: وأما ما اشتهر في كتب أهل الأصول وغيرهم «إنا معاشر الأنبياء لا نورث» فقد أنكره جماعة من الأئمة، لكن أخرجه النسائي ... فذكر الطرق التي ذكرتها في أول هذا البحث، وقد نقلت عن الحافظ بعض ذلك، والله أعلم. قال ابن عبد البر في «التمهيد» ٨/ ١٧٤- ١٧٥ ما ملخصه بعد أن ذكر حديث الباب: وفي حديثنا المذكور تفسير لقول الله عز وجل وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وفَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي ... وتخصيص للعموم في ذلك، وإن سليمان لم يرث من داود مالا خلفه داود بعده، وإنما ورث منه الحكمة والعلم، وكذلك ورث يحيى من آل يعقوب وعلى هذا جماعة أهل العلم وسائر المسلمين إلا الروافض، وكذلك قولهم في يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ لا يختلفون في ذلك، إلا ما روي عن الحسن قال: يرثني: مالي، ويرث من آل يعقوب: النبوة والحكمة، والدليل على صحة ما قال علماء المسلمين ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم «إنا معاشر الأنبياء ... » اه ... باختصار. وقال النووي رحمه الله في «شرح مسلم» ١٢/ ٨١: ثم إن جمهور العلماء على أن جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يورثون، وحكى القاضي- عياض- عن الحسن أنه قال: عدم الإرث بينهم مختص بنبينا صلى الله عليه وسلّم لقوله تعالى عن زكريا ويَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وزعم أن المراد وراثة المال، وقال: لو أراد