وقال الحافظ في «تخريجه» ٣/ ١٦٠: لم أجده هكذا، وعزاه الواحدي في الوسيط للمفسرين اه. فالمراد بقول ابن حجر: «لم أجده هكذا» أي مسندا. وقد ورد نحوه من مرسل قتادة أخرجه الطبري ٢٥٢٦١. وورد نحوه من مرسل مقاتل بن حيان أخرجه ابن أبي حاتم كما قال الحافظ في «تخريجه» ٣/ ١٦٠، فهذه الروايات واهية لا يحتج بشيء منها، والصواب أن الآية مدنية. والحديث الصحيح يؤيد ذلك. وهو ما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلّم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن فأنزل الله أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الآية فقال أبو بكر: لقد علمت أنه سيكون قتال. أخرجه الترمذي ٣١٧١ والنسائي في «السنن» ٦/ ٥٢ و «التفسير» ٣٦٥ وأحمد ١/ ٢١٦ والحاكم ٢/ ٦٦- ٩٤٦- ٣٩٠ والطبري ٢٥٢٥٤ و ٢٥٢٥٥ والطبراني ١٧/ ١٢٣ والبيهقي في «الدلائل» ٢/ ٢٩٤ من طرق عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، وهذا إسناد على شرط البخاري ومسلم. وأخرجه الطبري ٢٥٢٥٦ من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش به. وأخرجه الحاكم ٣/ ٧ من طريق شعبة عن الأعمش به. فهذه ثلاث طرق عن الأعمش فيها وصل الخبر. وورد مرسلا، أخرجه الترمذي ٣١٧٢ والطبري ٢٥٢٥٣ عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير، وهذا مرسل، لكن القول قول من وصله لأنه زيادة جماعة الثقات. والموصول صححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي. وله شواهد مراسيل تعضده. فقد أخرجه الطبري ٢٥٢٥٩ و ٢٥٢٦٠ عن مجاهد مرسلا. وورد من مرسل قتادة، أخرجه برقم ٢٥٢٦٢، فهذه الروايات تشهد لأصل الموصول المتقدم. وانظر «فتح القدير» للشوكاني ١٦٧٩ و «أحكام القرآن» لابن العربي ١٥١٣.