فتأويل الكلام: ولقد أنزلنا إليكم أيها الناس، آيات مبينات الحق من الباطل، وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ فهديناكم بها، وبينا لكم معالم دينكم بها، لأني هادي أهل السماوات والأرض. [.....] (٢) قال الطبري رحمه الله في «تفسيره» ٩/ ٣٢٥: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال ذلك مثل ضربه الله للقرآن في قلب أهل الإيمان به. مثل المشكاة وهي عمود القنديل الذي فيه الفتيلة. وذلك نظير الكوة تكون في الحيطان لا منفذ لها. ووافقه ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» ٣/ ٣٦١ فقال: وتقديره: شبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى، وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه- كما قال تعالى: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ فشبه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الجوهري، وما يستهديه من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل، الذي لا كدر فيه ولا انحراف. فقوله كَمِشْكاةٍ هو موضع الفتيلة من القنديل. هذا هو المشهور ولهذا قال بعده: فِيها مِصْباحٌ وهو الذّبالة التي تضيء. الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ أي: هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية.