للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ.

(١٠٧٦) روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه سئل: أيّ الأجلين قضى موسى، قال: «أوفاهما وأطيبهما» . قال مجاهد: مكث بعد قضاء الأجل عندهم عشراً أُخَر. وقال وهب بن منبِّه: أقام عندهم بعد أن أدخل عليه امرأته سنين، وقد سبق تفسير هذه الآية «١» إلى قوله تعالى: أَوْ جَذْوَةٍ وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي: «جِذْوَةٍ» بكسر الجيم. وقرأ عاصم بفتحها. وقرأ حمزة، وخلف، والوليد عن ابن عامر بضمها، وكلُّها لغات. قال ابن عباس: الجذوة: قطعة حطب فيها نار، وقال أبو عبيدة: قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لَهب، وهي مثل الجِذْمَة من أصل الشجر، قال ابن مقبل:

باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لَهَا ... جَزْلَ الجِذَا غيرَ خَوَّارٍ وَلا دَعِرِ «٢»

والدّاعر: الذي قد نَخِر، ومنه رجل داعر. أي: فاسد.

قوله تعالى: نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ وهو: جانبه الأيمنِ وهو الذي عن يمين موسى


حديث حسن أو يشبه الحسن. أخرجه الحاكم ٢/ ٤٠٨ ح ٣٥٣١ من حديث ابن عباس، سكت عليه الحاكم، وضعفه الذهبي بقوله: حفص- ابن عمر العدني- واه.
وتوبع حفص، فقد أخرجه الحميدي ٥٣٥ وأبو يعلى ٢٤٠٨ والبزار ٢٢٤٥ «كشف» والطبري ٢٧٤٠٩ والحاكم ٢/ ٤٠٧- ٤٠٨ ح ٣٥٣٢ كلهم من حديث ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلّم سأل جبريل: «أي الأجلين قضى موسى؟» قال: أتمهما» وإسناده ضعيف فيه إبراهيم بن يحيى، وهو مجهول كما قال الذهبي في رده على الحاكم حيث صحح الحديث، وكذا أعله الحافظ في «تخريجه» ٣/ ٤٠٧ بجهالة إبراهيم هذا، وقد سقط إبراهيم هذا من إسناد أبي يعلى، فجرى الهيثمي في «المجمع» ١١٢٥٠ على ظاهره، فقال: رجاله رحال الصحيح غير الحكم بن أبان، وهو ثقة! وكذا حسنه الشيخ حسين أسد محقق «مسند أبي يعلى» جريا على ظاهره، وليس كذلك كما تقدم. لكن المرفوع ورد من وجوه أخر. فقد ورد من حديث أبي ذر، أخرجه البزار ٢٢٤٤ «كشف» وإسناده ضعيف جدا لأجل إسحاق بن إدريس، متروك ومثله شيخه عوبد بن أبي عمران، وقد توبع إسحاق عند الطبراني في «الصغير» ٨١٥ و «الأوسط» كما في «المجمع» ١١٢٢٥٢. وقال الهيثمي: إسناده حسن، كذا قال رحمه الله! مع أن فيه عوبد، وهو متروك. وورد من حديث عتبة بن النّدر، أخرجه ابن ماجة ٢٤٤٤ وإسناده ضعيف جدا فيه بقية بن الوليد، مدلس، وقد عنعن، وفيه مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك. وورد من وجه آخر عن أبي لهيعة، أخرجه البزار ٢٢٤٦ والطبراني ١٧/ ٣٤- ١٣٥، وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٣/ ٤٧٧ وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وورد من مرسل مجاهد، أخرجه الطبري ٢٧٤١٠. ومن مرسل محمد بن كعب القرظي، أخرجه ٢٧٤٠٨ فلعل هذه الروايات بمجموعها تتأيد ويصير الحديث حسنا، على أنه أخرجه الطبري من وجوه عن ابن عباس وغيره موقوفا، غير مرفوع والله أعلم.
وانظر «تفسير الشوكاني» ١٨٥٦ و ١٨٥٧ و ١٨٥٨ و ١٨٥٩ و «تفسير ابن كثير» كلاهما بتخريجي.

<<  <  ج: ص:  >  >>