للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٢٣٨) روى أبو هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «يأمر الله عزّ وجلّ إِسرافيلَ بالنَّفخة الأولى فيقول: انفُخْ نفخةَ الفزع، فيفزَعُ أهلُ السموات والأرض إِلاّ من شاء الله، فتُسيَّر الجبالُ، وتُرَجُّ الأرض، وتَذْهَلُ المراضعُ، وتضع الحواملُ، ويولِّي الناس مُدْبِرين ينادي بعضهم بعضاً، وهو قوله:

«يَوْمَ التَّنادِ» .

والثاني: أنه نداء أهل الجنة والنار بعضهم بعضاً كما ذكر في الأعراف «١» ، وهذا قول قتادة.

والثالث: أنه قولهم: يا حسرتنا، يا ويلتنا، قاله ابن جريج. والرابع: أنه ينادى فيه كلُّ أُناس بإمامهم بسعادة السعداء وشقاوة الأشقياء.

قوله تعالى: يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ فيه قولان: أحدهما: هرباً من النار. والثاني: أنه انصرافهم إلى النّار. قوله تعالى: ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ أي: من مانع.

قوله تعالى: وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ وهو يوسف بن يعقوب، ويقال: إنه ليس به، وليس بشيء. قوله تعالى: مِنْ قَبْلُ أي: مِنْ قَبْلِ موسى بِالْبَيِّناتِ وهي الدّلالات على التوحيد، كقوله تعالى: أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ ... الآية «٢» ، وقال ابن السائب: البيِّنات: تعبير الرُّؤيا وشَقُّ القميص،


هو بعض حديث الصور الطويل: أخرجه الطبراني في «الطوال» ٣٦ وأبو الشيخ في «العظمة ٣٨٨ و ٣٨٩ و ٣٩٠ والبيهقي في «البعث» ٦٦٨ و ٦٦٩ والطبري ٢/ ٣٣٠ و ٣٣١ و ١٧/ ١٠ و ٢٤/ ٣٠ و ٦١ و ٣٠/ ٢٦ ٣١- ٣٢. وإسحاق بن راهوية كما في «المطالب العالية» ٢٩٩١ من طرق عن إسماعيل بن رافع، وهو واه، فرواه تارة عن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة. وتارة عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب عن أبي هريرة، وتارة عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب عن أبي هريرة، وتارة عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة. وأيا كان فمداره على إسماعيل بن رافع ولم يتابعه على هذا الحديث بطوله أحد، وهو واه. جاء في «الميزان» ٨٧٢: ضعفه أحمد ويحيى وجماعة، وقال الدارقطني وغيره: متروك وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر اه باختصار وقد اضطرب فيه فرواه عن مجهول عن محمد بن كعب عن أبي هريرة، ومرة عن محمد بن كعب عن مجهول عن أبي هريرة، وتارة بدون واسطة وقد نص الحفاظ على وهن هذا الحديث بطوله. فقال الحافظ في «المطالب العالية» ٢٩٩١: فيه ضعف اه وقال البوصيري في ١/ ٢١: تابعيه مجهول، وجاء في «الفتح» ١١/ ٣٦٨- ٣٦٩ عقب حديث ٦٥١٨ ما ملخصه: وأخرجه عبد بن حميد وأبو يعلى في «الكبير» وعلي بن معبد في «الطاعة والمعصية» ومداره على إسماعيل بن رافع، واضطرب في سنده مع ضعفه، فرواه تارة عن القرظي بلا واسطة، وتارة بذكر رجل مبهم بينهما، وتارة عن القرظي عن أبي هريرة، وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء في «تفسيره» عن محمد بن عجلان عن محمد القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أن الشامي أضعف منه، ولعله سرقه من إسماعيل، فلزقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني: يضع الحديث. وقال الحافظ ابن كثير: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار فساقه كله مساقا واحدا. وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع: القاضي: أبو بكر العربي في «سراجه» وتبعه القرطبي في «التذكرة» وقول عبد الحقّ في تضعيفه أولى، وضعفه قبله البيهقي اه كلام الحافظ.
وتكلم عليه أيضا ابن كثير رحمه الله في «نهاية البداية» ٢/ ٢٢٣- ٢٢٤ وخلاصة القول أنه حديث ضعيف بتمامه، وبعض ألفاظه في الصحيحين، وغيرهما، وبعضه في الكتب المعتبرة. وبعضه الآخر منكر لا يتابع عليه. وانظر «تفسير ابن كثير» ٢/ ١٩٠ بتخريجنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>