عدن يدخلونها إلخ، وأوعد الذين ينقضون عهده من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، بأن لهم اللعنة ولهم سوء الدار اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ (٢٦) .
فذكر شبهتهم الثانية على القرآن، وهي شبهتهم الأولى بعينها، وقد أجابهم أوّلا بأنه يضل من يشاء فلا يؤمن، ولو أجيب الى ما يقترحه من الآيات، ويهدي إليه من أناب فيؤمن بغير اقتراح آيات ثم وصف من أناب بأنهم الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكره سبحانه، الى غير هذا مما وصفهم به.
ثم أجابهم ثانيا بأنه أرسل النبي (ص) في أمّة هي آخر الأمم، فخصّه بمعجزة القرآن ليتلوها عليهم. فيبقى إعجازها قائما بينهم رحمة بهم، وهم مع هذا يكفرون به ولا يقدّرون رحمته ثم أمره أن يؤمن به، ويتوكّل عليه، ويتوب إليه، ولا يلتفت إليهم.
ثم أجابهم ثالثا بأنه لو كان هناك قرآن سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى، لكان هذا القرآن الذي لا يؤمنون به، وذكر أنّ الأمر له في إنزال ما ينزّله من الآيات، وأنه لو شاء سبحانه لهدى الناس جميعا من غير معجزة من المعجزات، وذكر أنهم لا يزالون تصيبهم، بتعنّتهم في طلب الآيات، قارعة من سبي أو قتل، أو تحلّ قريبا من دارهم، حتى يأتي وعده تعالى بنصر المؤمنين عليهم ثم ذكر سبحانه أنه قد استهزأت قبلهم أمم باقتراح الآيات على رسلهم، فأملى لهم ثم أخذهم بما أخذهم به من العقاب، وانتقل السياق من هذا إلى إثبات قدرته جلّ شأنه، عليهم، وعجز آلهتهم عن دفع شيء عنهم، فذكر أنه لا يكون من هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن لا يقوم على شيء، وأمرهم تعالى أمر تعجيز أن يسمّوا هؤلاء الشركاء الذين جعلوهم له وذكر أنهم يدّعون له شركاء لا يعلمهم لعدم وجودهم، وإنّما يأخذون في هذا