نزلت سورة الغاشية بعد سورة الذاريات، ونزلت سورة الذاريات بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الغاشية في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أولها: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) ، وتبلغ آياتها ستا وعشرين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة تفصيل الثواب والعقاب في يوم القيامة، وهذا هو سياق الإنذار والترهيب والترغيب، وبهذا تشبه هذه السورة سورة الأعلى في سياقها، وتكون هناك مناسبة في ذكرها بعدها.
تفصيل الثواب والعقاب الآيات [١- ٢٦]
قال الله تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) فسأل سؤال تهويل عما يكون في يوم القيامة، وأجاب عنه بأنه يكون فيها وجوه خاشعة عاملة ناصبة، تصلى نارا حامية إلخ إلخ ووجوه ناعمة، لسعيها راضية، في جنة عالية إلخ ثمّ أمرهم سبحانه أن ينظروا كيف خلق الإبل ورفع السماء، إلى غير هذا مما ذكره ليستدل به على قدرته على بعثهم،
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.