سورة «الكوثر» سورة مكّيّة، آياتها ثلاث، نزلت بعد سورة «العاديات» .
وهي سورة خالصة لرسول الله (ص) ، فقد كان أعداؤه يملكون المال والجاه والسلطان، ويعيّرونه بأنّ أتباعه من الفقراء، وكانوا يرون أن أبناءه الذكور يموتون صغارا، فيعيّرونه بأنه أبتر، لا عقب له من الذكور، وكانت هذه الأقاويل تلقى من يستمع إليها ويردّدها، في بيئة تئد البنات، وتحتكم إلى السيف والقوّة، وترى الفقر سبّة ومنقصة، فنزلت هذه السورة تدافع عن النبي الكريم، وتفيد أن الله أعطاه من الخير الكثير، لقد أعطاه الله النبوّة والهدى، وأيّده بالصحابة الأوفياء، وجعل سيرته عطرة منتشرة، وشريعته باقية خالدة، وآلاف الملايين تردد ذكره، وتشهد له بالرسالة:
وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد
وشقّ له من اسمه ليجلّه ... فذو العرش محمود وهذا محمّد
[المفردات]
الْكَوْثَرَ (١) : الخير الكثير.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ: فاعبد ربك الذي أعزك وشرفك.
وَانْحَرْ (٢) : لوجهه وباسمه إذا نحرت، مخالفا لعبدة الأوثان.
شانِئَكَ: مبغضك.
(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.