نزلت سورة القيامة بعد سبع سور من سورة النجم، وكان نزول سورة النجم فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة القيامة في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) . وتبلغ آياتها أربعين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إثبات البعث وما يكون فيه من حساب وثواب وعقاب. وبهذا يكون سياقها في الإنذار والترهيب والترغيب أيضا، ويكون ذكرها مناسبا للسورة المذكورة قبلها.
إثبات البعث الآيات [١- ٤٠]
قال الله تعالى: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤) ، فذكر سبحانه أنه لا يقسم بهذا على بعثهم لأنه أظهر من أن يحتاج إلى قسم، وأنكر ما يستبعدون من جمع العظام بعد تفريقها ثم ذكر جلّ وعلا، أنه قادر على جمع العظام وتسوية البنان كما كان قبل الموت وأبطل ما يريدونه من مضيهم في فجورهم ثم ذكر، جلّت قدرته، أنهم يسألون مستبعدين: أيّان يوم القيامة؟
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.