إن قيل: أيّ مناسبة بين الأمر بالاستغفار وما قبله، فإن مجيء الفتح والنصر، يناسب الشكر والحمد، لا الاستغفار والتوبة؟
قلنا: قال ابن عباس رضي الله عنهما، لما نزلت هذه السورة، علم النبي (ص) أنه نعيت إليه نفسه. وقال الحسن: أعلم النبي (ص) أنه قد اقترب أجله، فأمر بالتسبيح والاستغفار والتوبة. ليختم له في آخر عمره بالزيادة في العمل الصالح، فكان يكثر من قوله: سبحانك اللهم، اغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أنّ هذه السورة تسمى سورة التوديع. وروي أن النبي (ص) عاش بعد نزولها سنتين.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.