نزلت سورة «ق» بعد سورة المرسلات، ونزلت سورة المرسلات بعد تسع آيات من سورة النجم، ونزلت سورة النجم بعد الهجرة الأولى للحبشة، وكانت هذه الهجرة في السنة السابعة من البعثة فيكون نزول سورة «ق» في ذلك التاريخ أيضا، وتكون من السور التي نزلت فيما بين الهجرة الى الحبشة والإسراء. وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لابتدائها بالقسم به، وتبلغ آياتها خمسا وأربعين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بعذاب الدنيا والآخرة، وإثبات ذلك بالدليل مرّة وبالترهيب أخرى وهو يعود بهذا إلى سياق السور السابقة لسور «محمد» و «الفتح» و «الحجرات» . وقد ذكرت هذه السور الثلاث في مواضعها للمناسبات السابقة فلما انتهى منها عاد السياق الى ما كان عليه قبلها، وللفصل بينها، بذلك، فائدته في تنويع الأسلوب، وتجديد نشاط السامع.
إثبات الإنذار بالعذاب الآيات [١- ٣٨]
قال الله تعالى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) فأقسم على أن النبي (ص) بعث لينذرهم
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.