نزلت سورة الحج بعد سورة النّور، ونزلت سورة النور بعد سورة الحشر، وكان نزول سورة الحشر فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك: فيكون نزول سورة الحج في ذلك التاريخ أيضا، وعلى هذا تكون من السور المدنية، وهو المشهور في تاريخ نزولها.
وقيل إن سورة الحج من السّور المكية، وقد استثنى من ذهب إلى ذلك، الآيات [١٩- ٢٤] ، فذهب إلى أنها نزلت بالمدينة.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لما ورد فيها من الكلام على الحج، وتبلغ آياتها ثماني وسبعين آية.
[الغرض منها وترتيبها]
غرض هذه السورة بيان أهوال يوم القيامة، والإذن في قتال من يؤذي المسلمين من المشركين وغيرهم، ولهذا ذكرت بعد سورة الأنبياء، لأن في أواخر الأنبياء تهديدا للمشركين بالفزع الأكبر في القيامة، وبتسليط المسلمين عليهم في الدنيا، فجاءت هذه السورة بعدها، وفي أولها بيان ذلك الفزع الأكبر، وفي آخرها الإذن بقتال المشركين، ليكون به تسليط المسلمين عليهم في الدنيا.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ.