ثمّ قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩) فذكر أن النبي (ص) ليس في شيء من أولئك المشركين الذين فرّقوا دينهم، لأنه بلّغهم رسالته، وكل إنسان لا يسأل إلّا عن عمله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها [الآية ١٦٠] ثم أمره أن يذكر لهم أنّ ما أتى به هو دين أبيهم إبراهيم الذي لم يكن من المشركين، وأنّ صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله الذي لا شريك له، وأنه لا يمكنه أن يطلب الى غيره وهو تعالى ربّ كل شيء، وأنّ الرسول (ص) يتحمل تبعة عمله في ذلك كما يتحملون تبعة عملهم، ثم إلى ربهم مرجعهم فيحكم بينهم في خلافهم ثم ذكر أنه جلّ وعلا خلقهم ليجعلهم خلائف الأرض، وأنه رفع بعضهم فوق بعض درجات ليبلوهم في ما آتاهم إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥) .